مأساة في غزة.. الأهالي يتعرفون على جثامين ذويهم بعد 45 يوماً من الحصار


اصطفت مئات العائلات الفلسطينية، اليوم الاثنين، أمام ثلاجات الموتى في المستشفى الأهلي العربي – المعمداني بمدينة غزة، في محاولة للتعرف على جثامين أقاربهم الذين تمكنت الطواقم الطبية من انتشالهم عقب الانسحاب الجزئي لقوات الاحتلال من أحياء الدرج والتفاح والشجاعية، بعد حصار دام 45 يوماً.

وسط مشاهد مؤلمة، تعرفت إحدى الأمهات على جثمان ابنتها من أسنانها فقط، فيما تعرف طفل لم يتجاوز العاشرة على والده من لون بنطاله، ولجأ آخرون إلى خاتم أو ساعة يد أو بقايا هاتف محمول للتأكد من هوية أحبائهم، بحسب ما أفادت وكالة “قدس برس”.

المأساة طالت أيضاً الصحفية الشهيدة مروة مسلم التي عُثر على رفاتها إلى جانب شقيقيها، ولم يتبق منهم سوى الجماجم بعد أسابيع تحت الأنقاض.

وقال أحد المسعفين إن الاحتلال منع الطواقم الطبية على مدار ستة أسابيع من دخول المناطق الشرقية رغم مناشدات الصليب الأحمر، مضيفاً: “حين انسحبت القوات فوجئنا بأن الأحياء تحولت إلى جبال من الركام، وانتشلنا جثامين متفحمة لم يبق منها سوى العظام.”

في ظل غياب أجهزة الفحص الجنائي ومنع الاحتلال إدخال معدات متطورة، تعتمد فرق الطب الشرعي على وسائل بدائية للتعرف على الشهداء. وأكد الدكتور خليل حمادة مدير عام الطب الشرعي في غزة، أن تدمير المعدات ونقص الكوادر جعل مهمة التوثيق شبه مستحيلة، معتبراً أن الهدف من ذلك هو “طمس الأدلة على جرائم الحرب”.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي، حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، مخلفة حتى الآن 62,004 شهيداً و156,230 جريحاً وأكثر من 10 آلاف مفقود، فيما يرزح أكثر من مليوني فلسطيني تحت ظروف نزوح قسري ودمار شامل.