يونيسف: أطفال غزة يدفعون ثمن الحرب والبرد والحصار رغم وقف اطلاق النار
رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، لا تزال معاناة أطفال قطاع غزة تتفاقم يومًا بعد آخر، في مشهد إنساني بالغ القسوة يعكس هشاشة الواقع الذي يعيشه الصغار في واحدة من أكثر المناطق تضررًا بالنزاع. فقد حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” من أن توقف العمليات العسكرية لم يضع حدًا لآلام الأطفال، الذين يواجهون اليوم خليطًا قاتلًا من القيود المستمرة، وسوء التغذية، والبرد القارس، وانهيار مقومات الحياة الأساسية.
وأكد المتحدث باسم يونيسف في فلسطين، كاظم أبو خلف، أن الأطفال والنساء ما زالوا يتحملون تبعات الهجمات العنيفة التي بدأت منذ أكتوبر 2023، مشيرًا إلى أن أكثر من 80 طفلًا فقدوا حياتهم حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار، في مؤشر خطير على استمرار المخاطر المحدقة بحياة المدنيين. وأضاف أن العائلات تعيش ظروفًا مناخية قاسية، حيث تغمر مياه الأمطار خيام النزوح، ما يحوّل المأوى المؤقت إلى عبء إضافي على الأسر المنهكة.
وأوضح أبو خلف أن الأطفال يمثلون الشريحة الأكثر تضررًا من هذا النزاع الممتد، لافتًا إلى أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى مقتل أكثر من 20 ألف طفل وإصابة ما يزيد على 44 ألفًا منذ اندلاع الحرب، وهي أرقام تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تطال جيلًا كاملًا. ولم تتوقف الخسائر عند حدود الأرواح والإصابات، بل امتدت لتشمل الجوانب النفسية والاجتماعية، حيث أصبح آلاف الأطفال أيتامًا، فيما فقد آخرون أطرافهم أو قدرتهم على الحركة، وتعرّض عدد كبير لصدمات نفسية عميقة.
وفي السياق ذاته، أشار إلى أن نحو 638 ألف طفل في سن الدراسة حُرموا من التعليم لمدة عامين متتاليين، ما ينذر بتداعيات طويلة الأمد على مستقبلهم، ويهدد بخلق فجوة تعليمية يصعب تداركها. وشدد على أن نصف سكان قطاع غزة من الأطفال، وهم جميعًا بحاجة ماسة إلى دعم نفسي واجتماعي عاجل، في وقت قدّرت فيه منظمة الصحة العالمية أن قرابة أربعة آلاف طفل يحتاجون إلى إجلاء فوري لأسباب صحية طارئة.
وتكشف هذه التحذيرات أن وقف إطلاق النار، رغم أهميته، لم يكن كافيًا لإنهاء معاناة الأطفال في غزة، وأن الأزمة الإنسانية ما زالت تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا يتجاوز البيانات، لضمان حماية الطفولة وتأمين الحد الأدنى من الحياة الكريمة لمن تبقى تحت وطأة الحرب وتداعياتها.