غزة تحت وطأة النزوح والفقر… «أونروا» تحذّر من معركة يومية لتأمين أبسط مقومات الحياة


تتفاقم المعاناة الإنسانية في قطاع غزة يوماً بعد آخر، في ظل واقع معيشي بالغ القسوة يعيشه النازحون الفلسطينيون، حيث بات تأمين الاحتياجات الأساسية معركة يومية لا تنتهي. وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» دقّت ناقوس الخطر مجدداً، مؤكدة أن غالبية العائلات في القطاع تعيش منذ نحو عامين من دون أي مصدر دخل ثابت، ما جعل الحصول على الغذاء والماء والرعاية الصحية تحدياً يفوق القدرة على الاحتمال.
وأوضحت الوكالة، في بيان نشرته عبر منصة «إكس»، أن ملايين اللاجئين الفلسطينيين يعتمدون بشكل شبه كامل على خدمات «أونروا»، سواء في ما يتعلق بالرعاية الصحية الأولية أو التعليم أو المساعدات الإغاثية، في وقت تتعرض فيه هذه الخدمات لضغوط هائلة بسبب النقص الحاد في الموارد واستمرار القيود المفروضة على إدخال المساعدات.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الماضي، عقب حرب إبادة جماعية صهيونية استمرت عامين متواصلين، خلّفت دماراً واسعاً في البنية التحتية، وأجبرت مئات الآلاف على النزوح من منازلهم. ورغم الاتفاق، تؤكد «أونروا» أن جيش العدو الإسرائيلي يواصل ارتكاب خروقات يومية، ويمنع دخول الجزء الأكبر من المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ولا سيما تلك التي تمر عبر الوكالة الأممية.
هذا الواقع، وفق تقديرات إنسانية، يضع سكان غزة أمام أزمة مركبة، تتداخل فيها آثار الحرب الطويلة مع الحصار الخانق وانعدام فرص العمل، ما يهدد بمزيد من التدهور في الأوضاع الصحية والاجتماعية، ويجعل الاعتماد على المساعدات الإنسانية مسألة بقاء لا خياراً مؤقتاً. ومع استمرار القيود ومنع تدفق الإغاثة، تحذّر الوكالة من أن الأيام المقبلة قد تكون أكثر قسوة على النازحين، في ظل عجز متزايد عن تلبية أبسط متطلبات الحياة الكريمة.