ببركات ثورة 21 سبتمبر.. الجوف تزرع 17 ألف هكتار من القمح وتتجه للاكتفاء الذاتي
ببركات ثورة 21 سبتمبر.. الجوف تزرع 17 ألف هكتار من القمح وتتجه للاكتفاء الذاتي
في واحدة من أبرز ثمار التحول الوطني الذي أطلقته ثورة 21 سبتمبر المجيدة، تسجّل محافظة الجوف إنجازًا زراعيًا لافتًا يعكس وعيًا متناميًا بأهمية الزراعة كرافعة للاقتصاد والسيادة الغذائية.. فبينما تتعرض البلاد لحصار خانق وعدوان مستمر منذ سنوات، يواصل اليمنيون شق طريقهم نحو الاكتفاء الذاتي، لتتحول الأرض إلى خط دفاع أول في معركة التحرر من التبعية والهيمنة. زراعة أكثر من 17 ألف و600 هكتار من القمح في الجوف ليست مجرد رقم، بل عنوان لمرحلة جديدة يتقدم فيها الإنتاج المحلي ليحل محل الاستيراد، ويؤكد أن الرهان على الأرض والإنسان هو الرهان الرابح.
قفزة نوعية في زراعة القمح
حققت محافظة الجوف خلال الموسم الزراعي الجاري قفزة غير مسبوقة في زراعة محصول القمح، حيث بلغت المساحة المزروعة نحو 17 ألف و600 هكتار، في مؤشر واضح على التحول الجاد نحو تعزيز الأمن الغذائي الوطني. هذا التوسع الواسع يعكس نجاح الخطط الزراعية الموجهة، والاهتمام المتزايد بإحياء المحاصيل الاستراتيجية التي تمثل ركيزة أساسية للاكتفاء الذاتي.
بذور وطنية ودعم مؤسسي
وأوضح مسؤول القطاع الزراعي بالمحافظة، مهدي الظمين، أن هذا الإنجاز تحقق بفضل زراعة ما يقارب 54 ألف كيس من بذور القمح، قدمتها المؤسسة العامة لتنمية وإنتاج الحبوب، إلى جانب بذور مجتمعية خاصة، تمت زراعتها بإشراف ومتابعة مباشرة من القطاع الزراعي.
ويُعد هذا الدعم خطوة محورية في كسر احتكار البذور المستوردة، وتعزيز الاعتماد على البذور الوطنية، بما يرسخ الاستقلال الزراعي ويخفف من استنزاف العملة الصعبة.
أكثر من 7 آلاف مزارع في قلب المعركة الإنتاجية
وأشار الظمين إلى أن عدد مزارعي القمح في هذا الموسم وصل إلى 7 آلاف و563 مزارعًا، وهو رقم يعكس اتساع دائرة المشاركة المجتمعية في معركة الإنتاج. هذا التوسع، بحسب القطاع الزراعي، جاء نتيجة ارتفاع وعي المزارعين بأهمية القمح كمحصول استراتيجي، إلى جانب تسهيل الخدمات الزراعية وقروض البذور، التي شجعتهم على زيادة المساحات المزروعة.
موجهات ثورية ورؤية سيادية
وأكد مسؤول القطاع الزراعي أن النجاحات المحققة في زراعة القمح تأتي ثمرةً مباشرة لموجهات القيادة الثورية التي وضعت دعم الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي في صدارة الأولويات، باعتبارها مسألة سيادية لا تقل أهمية عن مواجهة العدوان.
فمنذ ثورة 21 سبتمبر، لم تعد الزراعة قطاعًا هامشيًا، بل تحولت إلى ركيزة أساسية في مشروع بناء الدولة الوطنية المستقلة، القادرة على توفير غذائها من أرضها، بعيدًا عن ابتزاز الدول المانحة وشروطها السياسية.
شراكة مجتمعية فاعلة
ولفت الظمين إلى أن ما تشهده محافظة الجوف من حراك تنموي زراعي هو نتيجة شراكة مجتمعية مثمرة، قادتها الجمعيات التعاونية الزراعية، وفروع القطاع الزراعي، ومنسقو المديريات. هذه الشراكة أسهمت في تنظيم العمل الزراعي، وتذليل الصعوبات، وتبادل الخبرات، بما انعكس إيجابًا على حجم الإنتاج ونوعيته.
القمح… سلاح في معركة التحرر
لا يقتصر هذا الإنجاز على بُعده الاقتصادي، بل يحمل دلالات سياسية وسيادية عميقة.. فالتوسع في زراعة القمح يعني تقليص الاعتماد على الاستيراد، وتخفيف آثار الحصار، وتحويل الغذاء من أداة ضغط إلى عنصر قوة.. وهو ما ينسجم مع رؤية ثورة 21 سبتمبر في تحرير القرار الوطني وبناء اقتصاد منتج يعتمد على موارده الذاتية.
الأرض عنوان السيادة والقمح رمز الصمود والانتصار
إن ما تحقق في محافظة الجوف من توسع كبير في زراعة القمح يؤكد أن اليمن، رغم العدوان والحصار، قادر على النهوض بإمكاناته الذاتية، إذا ما توفرت الرؤية الصائبة والإرادة الصلبة.. ومع كل هكتار يُزرع، يقترب اليمن أكثر من الاكتفاء الذاتي، ويقطع خطوة جديدة على طريق التحرر من الهيمنة الأجنبية. إنها معركة زراعة بامتياز، تقودها ثورة 21 سبتمبر، ويخوضها المزارعون في الحقول، لتكون الأرض عنوان السيادة، والقمح رمز الصمود والانتصار.
موقع 21 سبتمبر.