منظومة قدس الصاروخية.. إنجاز استراتيجي لثورة 21 سبتمبر

منظومة قدس الصاروخية.. إنجاز استراتيجي لثورة 21 سبتمبر


تقرير ـ هاشم علي

شكّلت ثورة 21 سبتمبر محطة مفصلية في بناء القوة العسكرية اليمنية، إذ انتقلت القوات المسلحة من مرحلة الدفاع المحدود إلى امتلاك منظومات ردع استراتيجية بعيدة المدى، وتُعدّ منظومة صواريخ قدس المجنّحة أحد أبرز هذه الإنجازات، لما أحدثته من تغيير نوعي في معادلات الصراع الإقليمي وقدرتها على استهداف أهداف حيوية بدقة عالية.

نشأة وتطور منظومة قدس

كشفت صنعاء لأول مرة عن منظومة «قدس» عام 2019 بإعلان دخول صاروخ قدس 1 الخدمة بمدى يتراوح بين 1400 و1500 كم، وقد استُخدم لاحقًا في استهداف مواقع حساسة داخل العمق السعودي والإماراتي. وشهدت المنظومة تطويرات مستمرة أدت إلى دخول أجيال متقدمة، شملت:

ـ قدس 1 (2019): بداية دخول الصواريخ المجنّحة بعيدة المدى الخدمة العملياتية.

ـ قدس 2 (2020): مدى بين 1500 و1800 كم مع تحسينات في الدقة والمناورة.

ـ قدس 3 (2022): تطويرات إضافية في المدى والقدرة العملياتية.

ـ قدس 4 (2023): استُخدم لأول مرة لاستهداف مدينة إيلات.

ـ قدس 5: أُعلن لاحقًا بمدى يتجاوز 2000 كم.

ـ قدس Z-0: صاروخ أرض– بحر مخصص لاستهداف السفن والأهداف الساحلية.

هذا التسلسل يؤكد أن منظومة قدس مشروع استراتيجي متكامل يخضع لتطوير مستمر ضمن عقيدة الردع اليمنية.

 التدشين العملي والرسائل العسكرية

في 23 نوفمبر 2020 أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهداف محطة توزيع أرامكو في جدة بصاروخ مجنّح من طراز «قدس 2»، في أول إعلان رسمي عن دخوله الخدمة، وأكد المتحدث الرسمي، العميد يحيى سريع، أن الإصابة كانت دقيقة جدًا، ما استدعى تدخل سيارات الإسعاف والإطفاء.

وجاءت العملية في إطار الرد على استمرار العدوان، ورسالة بأن بنك الأهداف اليمني يشمل المنشآت الحيوية في عمق دول العدوان.

الخصائص العامة والتأثير العملياتي

تشير المعطيات إلى أن قدس 2 يتميز بـ:

ـ القدرة على التحليق المنخفض والمناورة لتجاوز الدفاعات الجوية الحديثة.

ـ دقة إصابة مرتفعة وتأثير تدميري كبير مقارنة بالجيل السابق.

ويرى خبراء عسكريون أن استخدام قدس 2 شكّل نقلة نوعية في الأداء العملياتي للقوة الصاروخية اليمنية، وقدم رسالة ردع مباشرة لدول العدوان ودول التطبيع.

الأبعاد الإقليمية ومخاوف الكيان

تداعيات صواريخ قدس لم تقتصر على السعودية والإمارات، بل شملت كيان العدو الإسرائيلي، حيث أعربت مؤسساته العسكرية عن قلق متزايد من قدرة اليمن على استهداف الموانئ والمطارات في جنوب فلسطين المحتلة، بما فيها ميناء إيلات.

الهجمات على منشآت أرامكو، لا سيما بقيق وخريص، أظهرت هشاشة منظومات الدفاع الجوي أمام الصواريخ اليمنية الدقيقة والمباغتة.

ضمن معادلة الردع اليمنية

تندرج منظومة «قدس» ضمن استراتيجية شاملة تشمل صواريخ بالستية بعيدة المدى مثل بركان وذو الفقار، إلى جانب الطائرات المسيّرة من طراز صماد-3، ما أسهم في:

ـ توسيع بنك الأهداف

ـ فرض معادلة الردع

ـ نقل المواجهة إلى عمق دول العدوان

قدس.. كسر التفوق التكنولوجي

تؤكد منظومة صواريخ «قدس»، وفي مقدمتها قدس 2، أن ثورة 21 سبتمبر لم تكن حدثًا سياسيًا فحسب، بل مشروعًا سياديًا أعاد بناء القوة العسكرية اليمنية، رغم الحصار والعدوان، ونجحت في ترسيخ معادلة ردع جديدة جعلت من اليمن فاعلًا مؤثرًا في الصراع الإقليمي، ورسخت حقيقة أن الإرادة والسيادة قادران على كسر التفوق التكنولوجي وفرض معادلة الرد بالمثل.

 

موقع 21 سبتمبر.