فيتامين “د”… الهرمون الخفي الذي يفضح إرهاقك ويعيد توازن جسدك في موسم الشتاء


في تقرير حديث، يوضح خبراء الصحة أن فيتامين “د” لم يعد مجرد مكمل غذائي عابر، بل عنصر أساسي يشبه “صمام الأمان” الذي يحافظ على قوة العظام واستقرار المناعة وتوازن المزاج، خصوصاً في أشهر الشتاء حين يختفي ضوء الشمس المولد الطبيعي لهذا الهرمون الحيوي. فعلى الرغم من وجوده في بعض الأطعمة، لا يحصل الجسم عبر الغذاء إلا على أقل من 10% من حاجته، ما يجعل معظم الأشخاص عرضة لنقصه بدرجات متفاوتة.

ويشير المتخصصون إلى أن فيتامين “د” ليس فيتاميناً بالمعنى التقليدي، بل هرموناً تنتجه البشرة عند التعرض لأشعة الشمس، لذلك تتراجع مستوياته سريعاً في الأيام الباردة، ومع قصر ساعات النهار. وتؤكد “هيئة الخدمات الصحية” في بريطانيا أن نقصه يقود إلى مشكلات خطيرة تبدأ بضعف العظام وآلام العضلات، وقد تصل لدى الأطفال إلى داء الكساح، ولدى البالغين إلى لين العظام، إلى جانب اضطرابات المزاج والقلق والاكتئاب الموسمي.

وبحسب خبراء التغذية، فإن مشكلات الامتصاص، والأمراض المزمنة مثل السكري، ومتلازمة تكيس المبايض، وتقدم العمر، ولون البشرة الداكن، كلها عوامل تزيد احتمال النقص، بينما تلعب التغذية دوراً محدوداً لا يمكن الاعتماد عليه وحده مهما شملت الفطر أو الأسماك الزيتية أو البيض. كما قد تمنع اضطرابات الجهاز الهضمي مثل “كرون” و”السيلياك” الجسم من الاستفادة من الفيتامين حتى لو تم تناوله بكمية كافية.

ويظهر نقص فيتامين “د” لدى أغلب الأشخاص عبر التعب المستمر، وتكرار الالتهابات الفيروسية، وضعف العضلات، واضطرابات المزاج. وقد تتطور الأعراض تدريجياً حتى ترفع خطر هشاشة العظام، خصوصاً لدى كبار السن. أما في حال كانت المستويات شديدة الانخفاض فقد تصاحبها تشنجات ومضاعفات أكثر خطورة.

ويرى الخبراء أن تحديد مستوى الفيتامين يحتاج إلى فحص دم بسيط، سواء في المنزل أو عبر مختبر طبي. ومن خلال النتيجة يمكن للطبيب تحديد الجرعة المناسبة من مكملات “د2” أو “د3″، مع التحذير من الإفراط الذي قد يؤدي إلى تراكم الفيتامين في الجسم لأنه قابل للذوبان في الدهون، خصوصاً عند تناوله مع مكملات أخرى مثل الكالسيوم والزنك والمغنيسيوم في الوقت نفسه.

ويوصي المختصون بقضاء 25 إلى 30 دقيقة يومياً تحت أشعة الشمس المتوسطة القوة عند الظهيرة لرفع مستوى الفيتامين طبيعياً، مع مواصلة استخدام واقي الشمس الذي لا يمنع الجسم من إنتاجه كما يشاع. ومع ذلك، يبقى الاعتماد على مكمل غذائي من مصدر موثوق أكثر الطرق أماناً وفعالية، خاصة في فصل الشتاء حين يصعب الاعتماد على الشمس.

وفي النهاية، يتفق الخبراء على أن ضبط مستوى فيتامين “د” قد يغير جودة الحياة كلياً، فهو مفتاح القوة الجسدية والمزاج المستقر والنوم الجيد، وغيابه قد يفسر الكثير مما يظنه البعض إرهاقاً عادياً أو تقلُّبات فصلية.