قبائل اليمن.. على نهج 21 سبتمبر صخرة صمود لا تهزّها العواصف
قبائل اليمن.. على نهج 21 سبتمبر صخرة صمود لا تهزّها العواصف
تقرير ـ هاشم علي
في بلدٍ أرادوا له أن ينكسر، وقفت القبيلة اليمنية كجبل لا تهزّه العواصف، أحد عشر عاماً من العدوان والحصار لم تُضعف عزيمتها ولم تُفلح في إخماد جذوة الصمود المتّقدة فيها، بل تحولت إلى سندٍ للدولة، ودرعٍ للجبهة، ومنبعٍ للرجال الذين لا يبدّلون ولا يساومون.
منذ انطلاق ثورة 21 سبتمبر المجيدة، كانت القبائل اليمنية حاضرَة في مقدمة الصفوف؛ تصنع الموقف لا تُصنع به، وتقدّم الدم والرجال دفاعاً عن الأرض والكرامة والسيادة.. لم تكن مجرد مكوّن اجتماعي، بل قوة استراتيجية تصوغ معادلات اليمن ، وتثبت أن الإرادة الشعبية هي مصدر الشرعية والقرار.
شموخ لا ينحني أمام الحصار والعدوان
لم ترهب القبيلةَ طائراتُ التحالف ولا ترسانة عدوانه، بل كانت أول من لبّى النداء حين قال الوطن: من كان يظن أن اليمن سيُهزم فقد جهل رجالها.. فمع كل محاولة استهداف، كانت القبائل ترد بالمزيد من الثبات، والمزيد من الرفد للجبهات، حتى بات حضورها هو الفاصلة بين أمة أرادوا لها الخضوع، وأمة تصنع النصر بدمها وإيمانها.
ـ قوافل لا تتوقف
ـ رجالٌ إلى الجبهات كالسيل الهادِر
ـ موقف لا يعرف الحياد حين يكون الوطن الهدف
من الساحل حتى الحدود، من صعدة إلى مأرب والجوف والبيضاء وتعز، يتكرر المشهد ذاته: قبائل لا تنحني.. ووطنٌ لا يُهزم.
على نهج 21 سبتمبر.. وعي لا يُخترق
لم تكن الحرب في اليمن حرب سلاح فقط؛ كانت حرب وعي، ومحاولة لاختراق الهوية وزعزعة الثقة وشراء الولاءات.. لكن القبيلة أدركت أن معركتها اليوم ليست بين قبيلة وأخرى، بل بين وطن حر وعالم يسعى لسرقة قراره.. فشلت مشاريع التفكيك، وانكسرت مكائد التحريض، لأن القبيلة تجاوزت حدود العصبية إلى فضاء المسؤولية الوطنية.. ثورة 21 سبتمبر كانت بوصلتها، والحرية كانت ميثاقها، والسيادة كانت وعدها الذي لا يُنقض.
القبيلة.. ركيزة اليمن
في لحظة حاسمة من تاريخ هذه الأرض، أثبتت القبائل أنها ليست بديلاً عن الدولة ولا عبئاً عليها، بل عمقها الشعبي وعمودها الراسخ.. حين حاول العدوان إسقاط مؤسسات الجمهورية، كانت القبيلة هي الدولة، وحين توهّموا أنهم قادرون على تجريد اليمن من سلاحه، كانت القبيلة هي السلاح.. من كل محافظة خرجت قافلة، ومن كل عزلة خرج مجاهد، ومن كل بيت ارتقى شهيد، وهذه وحدها تكفي لتفسّر لماذا لم يسقط اليمن… ولماذا لن يسقط.
عنوان الثورة ودرع المستقبل
إن قبائل اليمن اليوم لا تقف في الماضي ولا تعيش على أمجاد التاريخ، بل تواصل دورها في حماية مسار الثورة وصون منجزات 21 سبتمبر.. هي اليوم الدرع الشعبي لقرار الاستقلال، والخزان البشري للمرابطين، والصوت الذي يسبق المعركة ولا يتردد، فحيثما ارتفعت راية اليمن الحر، كانت القبيلة السند والحامل والمؤتمن على الثورة وهوية مشروعها.. وبهذا الوعي الجمعي الفريد، يتجذّر حضور القبيلة لا بوصفه موروثاً فحسب، بل كمنظومة دفاع استراتيجي تمثل خط الإسناد الأول في مواجهة الأخطار، وتحفظ لليمن سيادته مهما اشتدت العواصف من الخارج والداخل.
صمودٌ لا ينكسر
سيكتب التاريخ كما تكتب الجبهات أن القبيلة اليمنية لم تساوم على وطنها، ولم تتراجع حين علت النيران من كل الجهات، ولم تُخدع ببريق الأموال ولا بوهج الشعارات، ثبتت على نهج 21 سبتمبر كمَن يقف على صخرة لا تهزها العواصف، وأثبتت أن قوة اليمن ليست في ترسانته، بل في شعبه، في قبائله، في رجالها الذين يقسمون ألا ينهزم هذا الوطن.
موقع 21سبتمبر الاخباري.