صراع النفوذ يشتعل في حضرموت… والسعودية تهاجم الانتقالي وتتوعّده بـ“الصميل الأخضر”


في تصعيد جديد يعكس حجم التوتر المتفاقم بين قطبي التحالف في اليمن، شنّت شخصيات سعودية بارزة هجوماً حاداً على قيادات وعناصر المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، مستخدمة عبارات قاسية وغير مسبوقة ضدهم، في مؤشر واضح على بلوغ الخلافات مرحلة الغليان داخل حضرموت. الناشط السعودي سعد بن محمد العمري اعتبر في منشور على منصة “إكس” أن الانتقالي ليس سوى “أقزام ومأجورين”، مؤكداً أن ما وصفها بـ“الكلاب النابحة” لن تتمكن من النيل من العلاقة “التاريخية” بين السعودية وحضرموت، ومشيراً إلى أن خصوم الرياض سبق وأن “ذاقوا ألم الصميل الأخضر”. ورأى العمري أن أبناء حضرموت اليوم أكثر وعياً بمشاريع الانتقالي التي وصفها بالعبثية، وأنهم يقفون ضد ما سماه “الأجندات الخارجية”.

وفي السياق ذاته، وجّه الصحفي السعودي علي العريشي اتهامات مباشرة لقائد قوات الدعم الأمني الممولة إماراتياً، أبو علي الحضرمي، واصفاً إياه بالإرهابي، وذلك عقب تهديدات الأخير لرئيس حلف قبائل حضرموت، عمرو بن حبريش العليي، المقرّب من الرياض. العريشي شدد على أن مختلف مكونات حضرموت ترفض مشروع الانتقالي الذي تدفع به أبوظبي، في وقت تتصاعد فيه المواجهة بين فصائل الدعم الأمني التابعة للإمارات وبين تشكيلات حماية حضرموت المدعومة سعودياً.

التوتر الميداني أخذ منحى أكثر خطورة خلال الساعات الماضية بعد تبادل التهديدات بقطع خطوط الإمداد بين الجانبين، ودفع الإمارات بتعزيزات عسكرية جديدة من عدن نحو ساحل حضرموت، في مقابل تعزيز السعودية لنفوذها داخل الوادي والصحراء. هذا الاحتقان يحدث وسط غياب كامل لمجلس القيادة الرئاسي وحكومة التحالف، بينما تواصل الإمارات إحكام سيطرتها على مناجم الذهب والمعادن وميناء الضبة، في حين تمسك الفصائل المحسوبة على الرياض بمناطق الإنتاج النفطي في وادي حضرموت. ومع استمرار التصعيد وعمق الانقسام، تبدو حضرموت مقبلة على مرحلة أكثر اضطراباً في صراع نفوذ بات مكشوفاً بين الرياض وأبوظبي.