غزة تواجه الإبادة.. تصاعد ضحايا العدوان الصهيوني وكارثة إنسانية تضرب النازحين والأسرى

غزة تواجه الإبادة.. تصاعد ضحايا العدوان الصهيوني وكارثة إنسانية تضرب النازحين والأسرى


رغم مرور أكثر من ستةٍ وعشرين يومًا على اتفاق وقف إطلاق النار، يواصل العدو الصهيوني إدارة عدوانه المفتوح على قطاع غزة عبر القصف، ونسف المنازل، واستهداف المدنيين، وحرمان النازحين والأسرى من الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية.. فالمجازر لم تتوقف، والانتهاكات تتسع، والحصار يتعمّق، لتبقى غزة في قلب كارثة مركّبة تتجاوز حدود الجغرافيا والوقت، فيما يقف العالم عاجزًا أمام معاناة شعبٍ يواجه الإبادة تحت عنوان “هدنة”.

شهداء جدد في الشجاعية واستمرار آلة القتل

استشهد أربعة فلسطينيين اليوم الاثنين في سلسلة اعتداءات نفذها العدو الإسرائيلي شرقي قطاع غزة، بينهم ثلاثة من المدنيين في حي الشجاعية، إضافة إلى شهيد جراء استهداف مجموعة من المواطنين بطائرة مسيرة “كواد كابتر”.
وتواصل قوات العدو القصف المدفعي والجوي ونسف المنازل شرقي خان يونس وغزة والبريج، في خروقات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي.

وبحسب وزارة الصحة، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء الهدنة إلى 266 شهيدًا، فيما بلغت الإصابات 635، إضافة إلى 548 حالة انتشال. أمّا حصيلة العدوان الشامل منذ أكتوبر 2023 فقد بلغت 69,483 شهيدًا وأكثر من 170,706 إصابات.


تصعيد صهيوني واسع.. غارات ونسف منازل واستهداف مباشر للمدنيين

قوات العدو الصهيوني جددت اليوم القصف المدفعي وإطلاق النار المكثف شرق خان يونس، بالتزامن مع ثلاث غارات على المدينة وعمليات نسف لمنازل الفلسطينيين شرقي غزة.
وفي شمال القطاع، أفاد الدفاع المدني باستشهاد مواطن وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على منطقة الشعف بحي التفاح.

وتؤكد المعطيات الميدانية أن العدو لا يبدي أي التزام حقيقي بالاتفاق، بل يستخدم الهدنة غطاءً لاستكمال سياسة “الضغط بالنار” وإدامة القتل والخنق الاقتصادي.


جرائم السجون.. قتل وتعذيب وإخفاء قسري

كشفت منظمات حقوقية عاملة داخل الكيان، إلى جانب تحقيق مشترك لصحيفة الغارديان، عن انتهاكات خطيرة تمارسها سلطات الاحتلال ضد المعتقلين الفلسطينيين، حيث توفي ما لا يقل عن 98 أسيرًا منذ أكتوبر 2023 داخل السجون ومراكز الاحتجاز، وسط تقديرات تؤكد أن العدد الحقيقي “أكبر بكثير”.

وأشارت منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان إلى أنها وثّقت وفاة 35 معتقلًا إضافيًا، مستندة إلى تقارير طبية وشهادات محامين ومعتقلين محررين.
وتشير الشهادات إلى تعرض الأسرى للتعذيب وسوء المعاملة والإخفاء القسري، وحرمانهم من التواصل مع عائلاتهم، فيما تتعامل سلطات الاحتلال مع قضايا الوفاة بإنكار وتعتيم كامل.

من جهة أخرى، أكد رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري أن اعتراف العدو بـ98 شهيدًا يعني أن الرقم الحقيقي يتجاوز المئة، مشيرًا إلى وجود حالات قتل مباشر قبل الاعتقال، واحتجاز لجثامين الشهداء، وحرمان عائلاتهم من دفنهم.


استهداف الصحافة.. 26 صحفيًا خلف القضبان

حذر مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين من تصاعد الانتهاكات ضد الصحفيين داخل سجون الاحتلال، إذ يواصل العدو احتجاز 26 صحفيًا، بينهم 3 صحفيين مختفين قسريًا منذ أكتوبر 2023.
وأكدت المؤسسة أن الانتهاكات المرتكبة ترقى إلى “جريمة ضد الإنسانية” وفق القانون الدولي واتفاقيات جنيف، داعية الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصحفيين إلى التحرك العاجل.


كارثة الإيواء.. عشرات الآلاف يواجهون الشتاء بلا حماية

أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع يشهد أسوأ كارثة إنسانية منذ بدء حرب الإبادة، إذ تعيش 288 ألف أسرة فلسطينية بلا مأوى آمن، بعد أن جرفت الأمطار عشرات آلاف الخيام التي تؤوي النازحين.

وأشار البيان إلى أن الاحتلال يمنع إدخال 300 ألف خيمة ومواد الإيواء الأساسية، بما فيها الأغطية، ومواد العزل، ووسائل التدفئة، والأرضيات المانعة للطين، والمرافق الصحية، رغم توقيعه على البروتوكول الإنساني الملحق باتفاق وقف النار.

وطالب المكتب العالم بالتحرك الفوري لتجنب ما يمكن تفاديه من مأساة الشتاء، محملًا العدو المسؤولية الكاملة عن معاناة المدنيين.


الصحة العالمية والأونروا… تحذيرات عاجلة وعجز دولي

دعت منظمة الصحة العالمية إلى فتح جميع معابر غزة لإدخال الإمدادات الطبية، مؤكدة وصول 72 طنًا من الأدوية والمستلزمات إلى العريش بانتظار التصاريح.

أما وكالة “أونروا”، فأكدت أن الشتاء بدأ والنازحون بلا مأوى، مشيرة إلى أنها تمتلك مواد الإيواء الجاهزة في الأردن ومصر لكنها تحتاج فقط “للضوء الأخضر” من الاحتلال.


العدوان مستمر

تكشف الوقائع اليومية أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يوقف العدوان الصهيوني، بل غيّر أدواته.. فالقتل ما يزال يمارس، والتهجير مستمر، والأسرى يتعرضون لأسوأ الانتهاكات، والنازحون يواجهون الشتاء بلا مأوى، بينما يصرّ العدو على استخدام التجويع والحصار كسلاح مركزي لإخضاع غزة.
وفي ظل الغياب الدولي المريب، تبقى غزة شاهدة على واحدة من أبشع الجرائم الجماعية في التاريخ الحديث.

موقع 21 سبتمبر.