منظمة فرنسية تحذر من كارثة غذائية تهدد حياة الملايين في اليمن


حذرت منظمة “أطباء العالم” الفرنسية من تفاقم أزمة الجوع في اليمن التي باتت من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث صنفت اليمن ثالث أكثر دولة في العالم تعاني من نقص الغذاء، نتيجة استمرار العدوان والحصار الذي فرض منذ أكثر من عشر سنوات. تشير المنظمة إلى أن ما يقارب نصف سكان اليمن يعانون من انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى أن نحو نصف الأطفال تحت سن الخامسة يعانون من سوء تغذية مزمن يؤثر على نموهم الجسدي والعقلي ويعرضهم لأمراض خطيرة طويلة الأمد.

في تقريرها الأخير، أكدت المنظمة أن أكثر من ثلث الأسر اليمنية تواجه مستويات حادة أو متوسطة من المجاعة، ومع حلول العام المقبل قد يرتفع عدد الذين يعانون انعدام الأمن الغذائي إلى أكثر من 18 مليون شخص، في حين يواجه حوالي 41 ألف شخص خطر الموت جوعاً. تعاني العائلات من خيارات مأساوية كالاستغناء عن وجباتها لإطعام الأطفال، أو بيع ممتلكاتها للبقاء على قيد الحياة، ما يفاقم من تداعيات الأزمة.

كما أشارت المنظمة إلى أن الأزمة دفعت بالكثير من الأطفال إلى الانقطاع عن الدراسة أو الانخراط في أعمال شاقة أو الزواج المبكر، مما يزيد من تعرضهم للاستغلال. وأوضحت أن النساء والفتيات هن الأكثر تضرراً من هذه الأزمة، حيث يعانين من سوء التغذية والحرمان الصحي وسط انهيار النظام الصحي الذي فقد أكثر من 2800 مركز طبي حيوي.

تلفت منظمة “أطباء العالم” إلى أن الحصار والعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي بالإضافة إلى نقص المياه النظيفة وتدمير البنية التحتية، كلها عوامل أساسية تغرق اليمن في دوامة المجاعة، مع نقص التمويل الذي يعيق وصول المساعدات الضرورية التي تلبي أقل من 10% من الاحتياجات، بينما يرتفع الطلب يوماً بعد يوم بفعل تدهور العملة وارتفاع الأسعار.

كما كشفت المسوحات الميدانية في عدة محافظات يمنية أن نصف الأسر التي لديها أطفال دون الخامسة تعاني من سوء تغذية، بينما تعاني امرأة من كل أربع نساء حوامل أو مرضعات من سوء التغذية.

تحذر المنظمة من أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية معرضون للوفاة بسبب أمراض شائعة أكثر بعشر مرات من غيرهم، وأن غياب العلاج يؤدي إلى وفاة بطيئة ومؤلمة نتيجة انهيار أجهزة الجسم.

ختاماً، دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لتوفير الدعم الغذائي والطبي لإنقاذ الجيل القادم في اليمن قبل فوات الأوان، محذرة من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى كارثة إنسانية هائلة.