رفع الدولار الجمركي إلى 1400 ريال يشعل غضباً واسعاً ويهدد بانهيار المعيشة في الجنوب


تفجّرت موجة غضب شعبي عارم في المحافظات الجنوبية عقب إعلان ما يسمى بـ”مجلس القيادة” والحكومة الموالية للتحالف رفع سعر الدولار الجمركي إلى 1400 ريال، في خطوة وصفها مراقبون بأنها «ضربة قاصمة» للمواطنين وتعبير صارخ عن فشل السياسات الاقتصادية المتبعة في المناطق المحتلة.

القرار المفاجئ الذي ضاعف التعرفة الجمركية من 700 إلى 1400 ريال، أثار مخاوف واسعة من موجة غلاء غير مسبوقة ستطال جميع السلع والخدمات، بما في ذلك المواد الغذائية الأساسية والأدوية والوقود وقطع الغيار. ويؤكد خبراء اقتصاديون أن هذا الإجراء سيؤدي إلى ارتفاعات كارثية في الأسعار ستقود الأسر إلى حافة الفقر التام، في ظل انعدام الرواتب واستمرار انهيار العملة المحلية.

ويرى المراقبون أن رفع الدولار الجمركي بهذه الصورة العشوائية يعكس غياب أي رؤية إصلاحية حقيقية، وأن الحكومة التابعة للتحالف تحاول سد عجزها المالي على حساب المواطن المنهك، دون اتخاذ أي خطوات جادة لمحاربة الفساد أو وقف تهريب الإيرادات. ووصف أحد الخبراء القرار بأنه “علاج خاطئ لمرض مزمن”، مؤكداً أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من ضبط الموارد العامة وإدارتها بشفافية، وليس بفرض مزيد من الأعباء على المواطنين.

وفي الشارع، تتصاعد الدعوات لمواجهة القرار عبر الاحتجاجات والإضرابات، وسط تحذيرات من أن استمرار مثل هذه السياسات سيؤدي إلى انفجار شعبي جديد على غرار “ثورة الجياع” التي اجتاحت عدن وأبين في فترات سابقة. ويؤكد ناشطون أن الحكومة، بدلاً من معالجة الانهيار المعيشي، تزيد معاناة المواطنين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ خمسة أشهر، لتدفعهم هذه المرة إلى الهاوية الاقتصادية والاجتماعية.