في ذكرى الشهيد.. اليمنيون يجددون العهد للوفاء والتضحية
في أجواء مفعمة بالإيمان والولاء، يستقبل اليمنيون الذكرى السنوية للشهيد بروح العزة والوفاء لأولئك الذين خطّوا بدمائهم أنبل معاني التضحية والفداء في سبيل الله والوطن والكرامة. إنها مناسبة تتجدد فيها مشاعر الاعتزاز بالشهداء الذين نالوا أسمى المراتب عند الله، وخلّدوا أسماءهم في صفحات التاريخ ببطولاتهم التي حمت الأرض والعرض وصانت السيادة الوطنية.
يتجسد في هذه المناسبة العظيمة عمق الانتماء الإيماني للشعب اليمني، الذي واجه على مدى العقود الماضية مختلف أشكال العدوان، بدءاً من الحروب على صعدة مروراً بالعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي منذ 2015م، وصولاً إلى العدوان الإسرائيلي الأمريكي المباشر، في سلسلة من التحديات التي أكدت ثبات الموقف اليمني وصلابة إرادته في مواجهة قوى الاستكبار العالمي.
ويستعد اليمنيون لإحياء هذه الذكرى بإقامة فعاليات واسعة تشمل زيارات لروضات الشهداء وتكريم أسرهم، تأكيداً للعهد الذي قطعه الشعب بالسير على درب الشهداء، واستلهام دروس الصبر والثبات والعطاء، وتعزيز روح التضحية في مواجهة الغطرسة والعدوان. كما تتجدد الدعوات لمؤسسات الدولة لتحمل مسؤولياتها تجاه أسر الشهداء ورعايتهم رعاية مستمرة، عرفاناً لتضحياتهم الجليلة وتقديراً لما قدموه للوطن من دماء زكية صنعت فجر الحرية والعزة.
وأكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطاب سابق، أن ثقافة الشهادة تمثل جوهر الإيمان وسر القوة التي تصنع الأمم الحرة، مشيراً إلى أن الأمة التي تؤمن بهذه الثقافة لا تُهزم مهما اشتد العدوان، لأنها تستمد عزتها من إيمانها واستعدادها للبذل في سبيل الله والحق.
وتبقى ذكرى الشهيد محطة متجددة في وجدان اليمنيين، تتوهج فيها قيم الإباء والشموخ، ويؤكد فيها الشعب أن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، وأن الأجيال ستواصل السير على نهجهم في الدفاع عن الكرامة والسيادة حتى يتحقق النصر الكامل بإذن الله.