السيد القائد: الشهيد الغماري مدرسة في الرشد والحكمة وحسن الخلق والابتكار الجهادي


أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الشهيد محمد عبدالكريم الغماري جسّد في حياته أرقى القيم الإيمانية والجهادية، متمثلًا في الرشد والحكمة والتوازن النفسي، وحسن الخلق، والابتكار في مواجهة التحديات، مشيرًا إلى أن هذه الصفات جعلت منه نموذجًا فريدًا من القادة الذين صنعوا الفارق في مسيرة الجهاد والإيمان.

وقال السيد القائد في كلمته التي بثها الموقع الرسمي لأنصار الله، إن من أكبر الكوارث التي مرت بها الأمة الإسلامية والخسائر البشرية التي تكبدتها بالملايين، كانت في الفترات التي تخلت فيها عن مسؤولياتها الجهادية في سبيل الله، معتبرًا أن الجهاد هو صمام الأمان للأمة وسبيل نهوضها وصمودها في مواجهة الأعداء.

وأوضح أن القرآن الكريم يصنع التوجه الإيماني والروحية الصادقة، ويحرر الإنسان من الخوف والذعر، فينطلق في طريق الجهاد بتفانٍ وأداءٍ عالٍ، وبانشدادٍ عظيمٍ إلى الله، مؤكّدًا أن الهداية القرآنية تصنع الإنسان الراشد والحكيم الذي يمتلك رؤية صحيحة مبنية على بصيرةٍ لا على العشوائية أو الانفعال.

وأشار السيد القائد إلى أن كثيرًا من الناس باتوا يستقون رؤاهم وأحكامهم بشكلٍ عشوائي دون أسسٍ صحيحة، ما جعل نظرتهم وتقييمهم للأمور غير راشدة، بينما الإنسان المؤمن إذا استوعب مفاهيم القرآن يصير حكيماً متزنًا، لا يتأثر بالغضب ولا بالخوف ولا بالرضا، بل يوازن بين مشاعره ومواقفه في كل حالاته النفسية.

ولفت إلى أن الشهيد الغماري كان مثالًا حيًّا على هذا التوازن النفسي والرشد الإيماني، مؤكدًا أنه اتسم بحُسن الخلق وسعة الصدر والاحترام للناس، وهي صفات ضرورية لكل من يتقلد مسؤوليات كبيرة، إذ كلما اتسعت دائرة المسؤولية ازدادت الحاجة إلى مكارم الأخلاق وحسن التعامل.

وبيّن السيد القائد أن الشهيد الغماري كان معروفًا بأخلاقه العالية وتعامله الرفيع مع رفاق دربه، وأنه كان قريبًا من الناس، متواضعًا معهم، ومتفانيًا في خدمة قضيته ومهماته الجهادية بروحٍ مؤمنةٍ ومخلصةٍ لله.

وأضاف أن من أبرز الصفات التي تميز بها الشهيد الغماري هي الابتكار والتكيف مع الظروف الصعبة، وهي خصال مهمة في مدرسة الجهاد والإيمان، حيث تمكن المجاهدون من تجاوز الصعوبات عبر التصميم والإصرار، وتحويل التحديات إلى فرصٍ بفضل روح الابتكار والاعتماد على الله.

وأوضح السيد القائد أن بعقلية الابتكار والهداية الإلهية تتولد الإبداعات وتُبنى القدرات، وأن الشهيد الغماري ورفاقه أسهموا إسهامًا كبيرًا في تحقيق نقلة نوعية فارقة في القدرات والإمكانات رغم الظروف القاسية، محققين نتائج عظيمة وقفزات هائلة في المسيرة الجهادية.

وأشار إلى أن هذه النماذج المضيئة من الشهداء والقادة تمثل امتدادًا لمدرسة قرآنية راسخة، لا تنضب عطاؤها، مستمرة في إنتاج رجالٍ يحملون الإيمان والبصيرة والحكمة والتفاني في سبيل الله.

وختم السيد القائد بالقول إن الشهادة تمثل ذروة الكرم الإلهي ورمز الرحمة الواسعة التي يمنّ الله بها على عباده، إذ يجعل من الرحيل الحتمي عن هذه الحياة فرصةً للفوز بالرضوان الأبدي والخلود في مقامات العزة والكرامة.