السيد القائد يشيد بصبر الشهيد الغماري وتقواه وتفانيه في أداء المسؤولية الجهادية


أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الشهيد محمد عبدالكريم الغماري كان مثالًا فريدًا في الالتزام الجهادي والتحلي بتقوى الله، مشيرًا إلى أن من أبرز سماته الإيمانية أداؤه للمسؤولية الجهادية بروحٍ عالية من التقوى والحرص والحذر من التفريط أو التواني، مع التحلي الكامل بصفات المتقين.

وأوضح السيد القائد في كلمة نُشرت عبر الموقع الرسمي لأنصار الله أن الشهيد الغماري لم يكن يؤدي مهامه الجهادية بروتين عسكري تقليدي أو وفق الأعراف المتعارفة في الجيوش، بل بمستوى أرقى من الانضباط الإيماني، اتسم بالتقوى والجدية والمثابرة والعناية الدقيقة بكل تفاصيل المهام الموكلة إليه.

وأشار السيد القائد إلى أن الصبر كان سمة بارزة في شخصية الشهيد الغماري، معتبرًا الصبر من أعظم القيم الإيمانية وأهمها في مسيرة الإنسان المؤمن، سواء في تحمّل الأعباء أو في الثبات أمام الصعاب والتحديات. وأوضح أن الشهيد الغماري تميز بصبر كبير في مواجهة المعاناة النفسية والجسدية، مؤكدًا أن هذا النوع من الصبر ضروري لكل من يتحمّل مسؤوليات كبيرة في ميادين العمل والجهاد.

وبيّن السيد القائد أن الشهيد الغماري كان في مرتبة عالية من الصبر الجميل، حيث اتسم أداؤه وتعاملاته بروحٍ مطمئنة وثباتٍ نفسيٍّ راسخ، ولم تؤثر فيه الشدائد أو الظروف الصعبة، بل زادته عزيمة وثباتًا وإصرارًا.

وأضاف السيد القائد أن البعض من الناس قد يتأثرون بالابتلاءات والشدائد سلبًا، فتضعف عزائمهم أو تنكسر نفسياتهم، غير أن الشهيد الغماري كان نموذجًا راقيًا في الصبر والتحمّل، متجاوزًا كل العوائق النفسية والجسدية بروحٍ إيمانية صلبة.

كما أكّد أن من تجليات الرشد والبصيرة في مسيرة المؤمنين المسارعة إلى العمل وعدم التثاقل أو التردد، مشيرًا إلى أن التثاقل ينشأ من علل نفسية أو أطماع مادية أو عدم استيعاب لقدسية المسؤولية الجهادية، بينما تمثل المسارعة إحدى أهم القيم الإيمانية التي يجب ترسيخها في التربية الجهادية والعمل الميداني.

وأوضح السيد القائد أن الشهيد الغماري جسّد في حياته مبدأ التفاني الكامل في سبيل الله، وصدق في بيع نفسه لله سبحانه وتعالى، مؤكدًا أن هذا التفاني هو ذروة الإيمان وأسمى مراتب الإخلاص، إذ لا توجد أي جهة أو قوة في الدنيا تقدم للإنسان ما يقدّمه الله لعباده من كرامة في التضحية والفداء.

وفي ختام كلمته، أشار السيد القائد إلى أن من مظاهر كرم الله ورحمته أن يفتح لعباده باب الشهادة، ليجعل من رحيلهم المحتوم عن الحياة وسيلةً للفوز والرفعة، مؤكدًا أن للشهادة أثرًا كبيرًا في رفع مستوى الإقدام والجرأة والعطاء في ميادين العمل والمواجهة، وأنها تمثل أرقى صور الوفاء لله والصدق في الجهاد.