نزع سلاحك يعني اليهودي استباحك
حاتم الأهدل
منذ أن خُلقت البشرية والصراع بين الحق والباطل قائم لا ينتهي، وما يزال العدوّ اليهودي الصهيوني يثبت في كُـلّ زمان ومكان أنه لا يعرف إلا لغة القوة والبطش، وأنه لا يقيم وزنًا لقوانين أَو مواثيق أَو قيم إنسانية.
إنَّ الدعوات المضللة التي يرفعها البعض اليوم تحت مسمى “السلام” أَو “وقف التسلح” ليست سوى فخٍّ خبيث، يراد منه أن تُنزَع من الأُمَّــة آخر أوراق قوتها، ليبقى العدوّ متفرّدًا بالسلاح والقدرة، فيتحكم في مصير الشعوب ويستبيح الأرض والعرض والدين.
التاريخ يثبت أن الأُمَّــة التي تخلت عن سلاحها كانت فريسة سهلة:
فلسطين التي قُيِّدت أيدي مجاهديها وجرِّدت من قوتها، استباحها اليهود قتلاً وتهجيرًا ومجازر لا تنتهي.
العراق وسوريا وليبيا واليمن.. كُـلّ بلد حُورِب فيه السلاح المقاوم، حَـلّ به الخراب وفتك به الغزاة والعملاء.
فالسلاح ليس قطعة حديد، بل هو رمز للكرامة ووسيلة لحماية الدين والأرض والعِرض. ومن يتوهم أن العدوّ سيتركه آمنًا بلا سلاح، فهو يخدع نفسه. لأن العدوّ لا يرضى إلا أن يرى الأُمَّــة ذليلة خانعة، تسير خلفه كالأغنام.
قال الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ [الأنفال:60].
هذه ليست آية تزيينية، بل أمر رباني مباشر: الإعداد، الجهوزية، السلاح، الردع. فمن ترك ما أمره الله به، فقد عرّض نفسه وأمته للاستباحة.
اليهودي لا يفهم إلا منطق القوة، ولا يوقف جرائمه إلا سيف المجاهد، وصوت الرصاصة، وضربة الصاروخ. ولهذا فإن من يرفع شعار “نزع السلاح” في زمن المواجهة إنما يرفع شعار “استباحة الأُمَّــة”.
إن الدفاع عن النفس حق مشروع، بل واجب مقدس، وما سلاح المجاهد إلا درع يحمي المستضعفين، ويصون الكرامة، ويكسر شوكة المتغطرسين.
فليعلم كُـلّ من يتآمر على سلاح الأُمَّــة، أنه إنما يفتح الأبواب للعدو ليستبيح الدماء والحرمات.
نزع سلاحك = استباحة عرضك وأرضك ودينك.
فالسلاح أمان الأُمَّــة، وحصنُها، وعنوان حريتها، وبدونه لا مكان للعزة ولا للكرامة ولا للسيادة.