ظهور قائد في “وحدة النخبة القسامية” يسلط الضوء على تصعيد محتمل في غزة
أثار بث تسجيل مصوّر لكتائب القسام – الجناح العسكري لحركة حماس – جدلاً واسعًا، بعد أن ظهر قائد ميداني في وحدة النخبة أثناء توجيهه رسالة مباشرة للمقاومين ولجيش الاحتلال، في وقت تتصاعد فيه تهديدات إسرائيلية باجتياح مدينة غزة.
ويُظهر الفيديو الذي نُشر مساء الاثنين، لحظة تصدي مقاتلي القسام لآليات الاحتلال في حي الزيتون جنوب شرقي غزة، حيث أكد القائد الميداني، ملثّمًا، أن المقاومة تحاصر الاحتلال من الأمام والخلف، مشيرًا إلى صعوبة المعركة، لكنه شدد على أن “الله لا يمنح أصعب المعارك إلا لأقوى جنوده”.
يرى الخبير العسكري حاتم كريم الفلاحي أن مشاركة مقاتلي وحدة النخبة في هذه المرحلة تحمل إشارات مهمة، كون هذه القوات لم تظهر سابقًا. وأضاف أن استخدام حماس لهذه الوحدة يعكس استعدادًا لمواجهة أكثر شراسة وتعقيدًا، نظرًا لقدراتها العالية على تنفيذ عمليات نوعية متعددة الاتجاهات، مما يزيد صعوبة المهام على الجيش الإسرائيلي.
كما أبرزت المشاهد المصوّرة قدرة المقاومة على الرصد الدقيق لتحركات القوات الإسرائيلية حتى داخل المباني السكنية، ما يدل على تطور أساليب التكيف مع واقع المعركة. وتشير التقارير إلى أن المواجهات تظل متركزة في حي الزيتون، ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي من التقدم إلى عمق المدينة رغم تهديدات رئيس حكومته بنيامين نتنياهو.
وتعد “قوات النخبة” رأس الحربة في عملية “طوفان الأقصى” في أكتوبر 2023، التي نفذت خلالها اقتحامات لمواقع عسكرية ومستوطنة، وأسفرت عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي وأسر حوالي 240 آخرين. ويرى مراقبون أن إعادة ظهور هذه القوات يعكس مرحلة جديدة من التصعيد الميداني، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من عشرة أشهر.