أمل جديد لعلاج داء السكري من النوع الأول


4/اغسطس 2025

تمكّن فريق من الباحثين في “مايو كلينك” من تحويل اكتشاف في علم السرطان إلى أمل جديد لعلاج داء السكري من النوع الأول.

فقد بدأ الفريق دراسته بمحاولة فهم كيفية تهرب الخلايا السرطانية من الجهاز المناعي، ليقودهم ذلك إلى فكرة مبتكرة: استخدام الأسلوب نفسه لحماية خلايا البنكرياس التي يهاجمها الجسم في حالات السكري.

ويعرف داء السكري من النوع الأول بأنه مرض مناعي ذاتي مزمن، يهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا “بيتا” في البنكرياس، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الإنسولين. وتعود أسبابه إلى مزيج من العوامل الوراثية والمناعية والبيئية.

وخلال الدراسة، ركز الباحثون على جزيء سكري يعرف باسم حمض السياليك، تستخدمه الخلايا السرطانية لتغليف نفسها والتمويه أمام الجهاز المناعي، بحيث لا يتعرف عليها كجسم غريب. وعوضا عن استخدام هذا الجزيء لحماية الخلايا السرطانية، جرّب الباحثون فكرة استخدامه لحماية خلايا بيتا من التدمير الذاتي في السكري.

وتقول الدكتورة فيرجينيا شابيرو، الباحثة المناعية الرئيسية في الدراسة: “أظهرت النتائج إمكانية تعديل خلايا بيتا بطريقة تجعلها غير مثيرة لاستجابة مناعية، وهو ما قد يفتح آفاقا لعلاج طويل الأمد”.

وقبل سنوات، كانت شابيرو وفريقها قد اكتشفوا أن إنزيما يسمى ST8Sia6 يساعد الخلايا السرطانية على إنتاج حمض السياليك، ما يمكّنها من الاختباء من المناعة. ومن هنا جاءت الفكرة: “ماذا لو استخدمنا هذا الإنزيم لحماية خلايا الجسم الطبيعية؟”.

واختبر الفريق هذه الفرضية أولا في نموذج صناعي لداء السكري، وحقق نتائج واعدة. ثم انتقلوا إلى نماذج ما قبل سريرية أكثر تعقيدا، تحاكي تطور المرض بشكل طبيعي لدى البشر. وفي تلك النماذج، قام الباحثون بهندسة خلايا بيتا لتنتج إنزيم ST8Sia6، ما سمح لها بتغطية نفسها بطبقة واقية من حمض السياليك.

وأظهرت النتائج أن هذه الخلايا المهندسة كانت قادرة على منع تطوّر داء السكري من النوع الأول في 90% من الحالات. والأهم من ذلك، أن الجهاز المناعي استمر في أداء وظائفه الأخرى، دون أن يتعرض للتثبيط الكامل.

ويوضح الباحث المشارك في الدراسة، جاستن تشوي، طالب الدكتوراه في الطب: “رغم أن خلايا بيتا نجت من الهجوم، إلا أن بقية الجهاز المناعي ظل سليما. لاحظنا بقاء النشاط المناعي ضد أمراض أخرى، ما يشير إلى أن الإنزيم يولد استجابة تحمّل مناعية موضعية، محددة تجاه خلايا بيتا فقط”.

ويعد هذا الاكتشاف واعدا، خاصة في ظل غياب علاج شاف حاليا للسكري من النوع الأول.

وفي ضوء ذلك، يأمل الفريق في تطوير خلايا بيتا معدّلة يمكن زراعتها دون الحاجة إلى مثبطات مناعية، ما يحسّن من خيارات العلاج المستقبلية.