قائد الثورة: الشعب الفلسطيني يُذبح جوعًا وقصفًا.. وصمت العرب والعالم شراكة في الجريمة

في كلمة قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي إن الأسبوع الجاري يُعد الأكثر مأساوية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، نتيجة التصعيد الإجرامي الذي يستهدف المدنيين، وبشكل خاص الأطفال والنساء، في مشاهد مروعة تهز الضمير الإنساني.

وأكد في كلمته أن ما يتعرض له أطفال غزة بلغ حدًّا مؤلمًا يفوق التصور، مشيرًا إلى أن معاناتهم تشكل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والأمة الإسلامية، حيث تحوّل الأطفال إلى أهداف مباشرة للقتل والتجويع والحصار.

وأضاف أن العدو الإسرائيلي يتعمد منع دخول الحليب للأطفال، بهدف حرمانهم من أدنى مقومات الحياة، كما تقوم العصابات الصهيونية بنشر مقاطع فيديو تظهر فيها جرائم قتل الأطفال، وكأنها مادة ترفيهية في منتهى الانحطاط الأخلاقي.

وتساءل السيد القائد: أين هي شعارات “حقوق الطفل” و”حقوق الإنسان” التي يتشدق بها الغرب؟ وأين المواقف الدولية من هذا الإجرام الواضح؟ مؤكدًا أن الغرب يتعامل بمعايير مزدوجة، فلا يتحرك إلا عندما تخدم القضايا مصالحه، بينما يصمت صمتًا مخزيًا أمام المذابح التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن العدوان لم يوفّر النساء الحوامل والمسنات، بل تعمّد استهدافهن في جرائم مروعة، وسط غياب تام لأي استجابة دولية، مضيفًا أن ما يجري على أرض غزة من قتل وتدمير يفوق كل وصف، ويُعد من أفظع جرائم الإبادة في العصر الحديث.

وانتقد بشدة صمت المؤسسات والمنظمات الدولية ومنظمة التعاون الإسلامي، متسائلًا: “أين العرب؟ وأين المسلمون؟ وماذا يفعلون في وجه هذا العدوان المتواصل والتجويع والإبادة؟”.

وفي سياق حديثه، كشف السيد عبد الملك الحوثي أن هذا الأسبوع شهد حرمانًا واسعًا للغزيين من الطعام، حتى أن كثيرًا منهم لم يأكل شيئًا طوال خمسة أيام. وبيّن أن “وجبات القتل” التي ترعاها أمريكا قتلت أكثر من ألف فلسطيني في أيام قليلة.

ووصف حالة التجويع في غزة بأنها جريمة بشعة تهز وجدان الأحرار، مشيرًا إلى أن أكثر من 71 ألف طفل فلسطيني يواجهون خطر الموت بسبب سوء التغذية، وأن 17 ألفًا منهم بحاجة لتدخل عاجل لإنقاذ حياتهم.

وأوضح أن الأوضاع الصحية والإنسانية متدهورة بشدة، وأن الأطفال والرضع يعيشون في ظروف كارثية، بينما تواصل آلة العدوان قصفها وحصارها دون توقف. وأشار إلى أن نحو 900 ألف طفل يعانون من الجوع، منهم 70 ألفًا دخلوا مرحلة الخطر الصحي الحاد بسبب نقص التغذية.

وأكد أن مرضى السكري والكلى، وكبار السن، يعيشون حالات حرجة وسط ندرة الغذاء والدواء، ويتعرضون لمضاعفات شديدة تهدد حياتهم.

وفي  كلمته، شدد قائد الثورة على أن العدو الإسرائيلي لا يكتفي بالتجويع والقصف، بل يواصل استهداف النازحين حتى بعد تهجيرهم إلى مناطق ضيقة، مما يكشف طبيعته الوحشية. واعتبر أن صمت المجتمع الدولي، إلى جانب تخاذل العرب، يمثل شراكة صريحة في الجريمة المستمرة بحق غزة وأهلها.