وضع الجيش السعودي في الحدود

 

 

الجوف نت

تقرير

لم يهدأ القصف الصاروخي والمدفعي من بداية العدوان علی المناطق الحدودية ، وكذلك التحليق المكثف للطيران الحربي المعادي الذي يقصف بشكل مستمر كل أشكال الحياة علی مناطق التماس ، فضلا عن محاولات التسلل للمرتزقة بين اليوم والآخر وعلی ذلك الجبل أو تلك التله ، ومع كل ذلك نری بفضل الله أن القتل قد استعر فيهم ، ومواقعهم تتهاوی وتتساقط تباعا ولم يستطيعوا أن يستعيدوا أي موقع فقدوه في السابق ، ولم تغن عنهم آلتهم العسكرية شيئا ، ولم تحصنهم من نيران أبطال الجيش واللجان الشعبية ، وكل يوم وعداد خسائرهم يرتفع سواءا في الأرواح أو في المعدات فضلا عن الذخائر التي تحترق بدون أي طائل .

المهم في الموضوع أن الوضع بالنسبة للجبهات مسيطر عليه تماما من قبل أبطال الجيش واللجان الشعبية ، ولهم القول الفصل وبأيديهم الحل والعقد وتكتيكاتهم العسكرية تسير بشكل منتظم ووفق ما خطط له ، وتسير المعارك علی المنوال الذي يريدون ، وقد ذللت الصعاب أمامهم وزال الخطر الذي كانت تشكله دول العدوان ، فلم تعد الأمور في أيديهم وهم بين الفترة والأخری يفقدون الكثير من المواقع ولا يجدون أمامهم سوی القصف العشوائي الذي يذهب أدراج الرياح .

العودة إلی ماقبل المربع الأول هو تكتيك المرتزقة والجيش السعودي علی الحدود والتراجع إلی خط الدفاع المفروض عليهم في العمق السعودي صار أفضل الخيارات المتاحة بين أيديهم ، وهي خيارات قليلة بعد ان ضيق الجيش واللجان الشعبية عليهم الخناق ، وأعادهم إلی تدابير الدفاع وإبطال خيار المباغته والزحف .

كل الاخبار التي تأتي من جبهات الحدود قد بردت وأخمدت منذ فترة ولم تعد هناك أي زحوفات بالكم والكيف التي كانت عليها قبل عام تقريبا ، لأن الجيش اليمني قد أحكم القبضة وسيطر علی نقاط التفوق البري وصار له الكلمة العليا في جميع مناطق الحد الشمالي وبات له اليد العليا في كل تلك الجبهات ، وهذا كله بفضل الله ومنه وتدبيره القاضي بإذلال النظام السعودي ومرتزقته وإهانتهم حتی النخاع بعد أن أنهی الجيش واللجان الشعبية أحلام قادة دول العدوان ، وقضي علی آمالهم وطموحاتهم تماما وأصابهم بالشلل في التفكير والتخطيط .

العودة إلی مربع السياسة والمزايدة علی القبائل المنهكة في بعض المناطق هو تراجع في حدة الهوس الذي كان يتملك قادة دول العدوان من بعران الخليج ، ومؤشر علی تشرب الهزيمة علی جرع وقبول الأمر الواقع علی مضض ، والبحث عن مخارج تحفظ لهم ماء الوجه الذي اهرقه أبناء الجيش واللجان الشعبية في كل الجبهات طيلة الخمس سنوات الماضية .