حراس الحدود
الجوف نت
تقرير
يفاخر اليمن بجنوده وأبطاله الميامين ويفتخر الجيش بحراس الحدود الساهرين علی قمم الجبال وسوامق التلال ، وفي قلب الهضاب وسهول السواحل ، القابضين علی الزناد المرابطين حيث يكون الرباط جهاد وفداء وتضحية ووفاء ، الساكبين علی الثری ذكريات العز من نقيع دماءهم الطاهرة طهر الأرض ، الملونيين المجد بلون السماء والكاتبين علی أديم الارض ألوان الكرامة و أنواع الإباء ، من يتطاولون علی الجبال في علو هممهم ، ويخرقون تخوم الأرض في ثباتهم ورباطة جأشهم ، لا تضاهي صلابتهم صلابة الجلاميد من صخور الأرض ، تلين الصم الصلاب وما لانوا ولا استكانوا ، وهانت الصعاب وما هانوا ، وتهيبت السباع الضواري ولم يهابوا ولم تجف لهم أجفان من الرجفة أو الخوف .
هم الخوف والهيبة والكبرياء فوق الأرض ترافقهم الشجاعة والبطولة حيث كانوا، وتتواری في ظل بنادقهم ، لولاهم لما كان للبطولة معنی ولما كان للشجاعة بيان ، بهم يعرف الفخر وبهم ينتصب قوام القيم وبسواهم تموت وتنتهي .
إستقامت بهم الإستقامة واستظل بظلهم الأمن والإستقرار ، ولولا وجودهم لما حفظت للوطن بيضة ، ولا علت له خيمة ، وبدفاعهم عن الحدود أمن الخائف واطمأن المستضعف ، وخفقت الراية في سماء العزة والشرف والسؤدد ، بجهودهم يئس الطامعون ، وذل الغزاة والمنحرفون ، وتحصنت البلاد من كل المتربصين بالوطن شرا ، وتكلل كل شبر من أرض الوطن بتاج الهيبة والوقار ، واعتز في حماهم كل من سكن الديار ، لهم السبق في العزيمة والإصرار ، ولهم الفضل في المبادرة والمسارعة إلی حفظ جوهر الوطن وأمنه واستقراره .
كانوا ومازالوا سياج الوطن وحصنه الحصين وقلبه النابض بصدق الحب والولاء لكل ذرة من تراب الوطن وسماءه وهواءه ، فلهم منا التحية والتقدير ولا يمكن أن ننسی فضلهم في السبق والإصرار علی الموت دون الوطن والسهر لينام المواطن ، والوقوف في قلب العاصفة لينجی المسكين في كوخه آمنا في سربه أميرا في قومه ، يقتحمون المخاطر دون الجميع ويقفون شامخين في وجه الجحافل ، لا يلين لهم جانب ، ولا يهون في حماهم هارب ، وهم مع ذلك ينامون بأعين مفتوحه ، ويقفون علی قدم وساق لتنصب بهم قامة اليمن ، وترتفع ببذلهم هامة الوطن.. إنهم حراس الحدود .