أمريكا والتبدلات المفاجئة تجاه حلفائها

الجوف نت

تقرير

بعد إنهيار أسعار النفط عالميا ولفترة طويلة بعد دخول فيروس كورونا علی الخط تجد الولايات المتحدة أنه ما من سبب يدعوها للتواجد في منطقة الخليج وبالتحديد في السعودية فسحبت بطاريات الباتريوت وعشرات الجنود الأمريكيين ، وكما قيل أسراب من الطيران المقاتل من السعودية ، وترامب لايجد ما يخجل في ذلك ومثلما كان سبب التواجد الأمريكي كذبة سحب قوات بلادة بكذبة أخری ، وتصريحاته لم تعد مثيرة للجدل وغير مستغربة فقد إنتهی الخيط الذي كان يربط السعودية بأمريكا ولم يعد هناك حاجة لنفطها، وأيضا ليس هناك مخاوف علی أمنها بعد أن تهاوت أسعار النفط بشكل جنوني .

الدين الذي تحملته الحكومة الأمريكية أثقل كاهل ميزانيتها فهو غير مسبوق ، وماقد تدفعه السعودية إن تبقی لها ما تدفع غير مجز بالمرة ومن الأفضل إعادة الجنود الأمريكيين إلی بلدهم ، وتلافي ما يمكن تلافيه من الخسائر جراء تواجدهم في الخارج .

ترامب وبحسب صحيفة وول ستريت قد يسحب القطع البحرية من الخليج العربي بحجة أن إيران لم تعد تشكل تهديدا إستراتيجيا لأمن أمريكا القومي ..ياسبحان الله مقلب القلوب والمواقف فبالأمس القريب كان ترامب يهدد بضرب الزوارق الإيرانية إن اقتربت من بوارجه في الخليج ، واليوم يقف علی النقيض تماما ، هل يوحي هذا بأن الغباء السياسي والعمی قد سيطر علی الإدارة الأمريكية لتركز جهودها علی إيران طيلة أربعة عقود مضت وفي الأخير تری أنها لا تشكل تهديدا للأمن القومي الأمريكي .

التحول المفاجئ لموا قف الإدارة الأمريكية يعني أنها ستتجه إلی الصين الشعبية بعد أن ظهر نجمها وتبوأت القمة في الميادين كلها ، لئن فعلت فهي تخطئ مرتين ، فالتنين الصيني أكبر من أن يحتوی أو يحاصر أو يجبر علی التوقف ، فخلال الأربعة عقود التي كانت أمريكا تحاصر إيران كانت الصين تبني نفسها وتعد أنموذجها الخاص ، و توسع من دائرت نفوذها ولم تعلم بها واشنطن إلا بعد أن بلغت رشدها وقامت علی أقدامها .

لم يعد هناك مبرر لحماية السعودية بعد إنهيار أسعار النفط ، وما كان يقال ويستعرض ليس إلا وحيا من خيال صانعي القرار في واشنطن فهل ستترك دول الخليج التي أساءت لشعوبها ولدول الجوار دون حماية أمريكية ؟؟؟ أمريكا المثقلة بالديون وبالخسائر والهزيمة في مواجهة كورونا تسارع إلی إتخاذ هذه المواقف للتقليل من حجم الكارثة التي أفقدتها الريادة والتوازن وبليت بأقسی أنواع الهزائم والإنتكاسات علی كل المستويات مقابل فيروس لا يری ولا يكاد يبين .