غزة بين الحصار والعواصف: منع الإيواء والإغاثة يفاقم مأساة النازحين تحت صمت دولي
حذّرت حركة المجاهدين الفلسطينية من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن ما يشهده القطاع من معاناة متصاعدة للمدنيين، وسقوط شهداء، وغرق خيام النازحين، وانهيار منازل متهالكة بفعل المنخفض الجوي، يمثل امتداداً مباشراً لما وصفته بحرب الإبادة الصهيونية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني. وأوضحت الحركة في بيان، أن هذه التطورات المأساوية ليست نتاج الظروف الجوية وحدها، بل نتيجة مباشرة لسياسة الحصار ومنع إدخال مستلزمات الإيواء والإغاثة الأساسية، في وقت يواصل فيه الاحتلال تعطيل البروتوكول الإنساني وإغلاق المعابر، وسط صمت دولي اعتبرته شريكاً في تعميق الكارثة.
وأكد البيان أن الاحتلال يمعن في استخدام الحصار كأداة عقاب جماعي، مستهدفاً الفئات الأكثر ضعفاً، من نازحين وأطفال ومرضى، عبر حرمانهم من أبسط مقومات الحياة، في وقت تتزايد فيه المخاطر مع انخفاض درجات الحرارة وتردي الأوضاع المعيشية داخل المخيمات. واعتبرت الحركة أن منع دخول الخيام والمواد الإغاثية ووسائل التدفئة يمثل وجهاً آخر من أوجه العدوان، لا يقل خطورة عن القصف المباشر، بل يراكم الخسائر الإنسانية بصمت وببطء.
وطالبت حركة المجاهدين المجتمع الدولي، والجهات الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار، بتحمّل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، والتحرك العاجل للضغط على الاحتلال من أجل فتح المعابر والسماح الفوري بإدخال المساعدات الإنسانية والمواد الأساسية، محذّرة من أن استمرار التعطيل سيقود إلى مزيد من الضحايا والانهيار الإنساني الشامل. كما دعت إلى تعزيز التكاتف والتكافل المجتمعي داخل فلسطين، ووقوف الجميع عند مسؤولياتهم للتخفيف من معاناة النازحين المحاصرين بين البرد والفقر وانعدام المأوى.
وفي ختام بيانها، وجّهت الحركة نداءً إلى أحرار العالم لتكثيف الفعاليات والأنشطة الداعمة للشعب الفلسطيني في غزة، مؤكدة أن الحرب على القطاع لم تتوقف، بل تبدلت أدواتها من القصف المباشر إلى الحصار والتجويع وحرمان المدنيين من حقهم في الحياة الكريمة، في واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية قسوة في العصر الحديث.