حضرموت على حافة الانفجار: الانتقالي يرفع سقف المواجهة ويتجاهل التحذيرات السعودية


تشهد محافظة حضرموت تصعيداً عسكرياً خطيراً مع إقدام المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً على خطوات ميدانية وُصفت بأنها تحدٍ مباشر للنفوذ السعودي، في وقت تتسارع فيه التطورات الأمنية شرق اليمن على نحو ينذر بانفجار واسع قد يطال المدنيين والبنية الاجتماعية في المحافظة. فبحسب مصادر ميدانية متطابقة، دفع الانتقالي خلال الساعات الماضية بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مديرية غيل بن يمين، التي تُعد أحد أبرز معاقل حلف القبائل المدعوم من الرياض، في خطوة اعتُبرت تجاوزاً صريحاً للخطوط التي حاولت السعودية فرضها لاحتواء التوتر.
وأفادت المصادر بأن القوات التابعة للانتقالي باشرت منذ مساء أمس عمليات مراقبة وجمع معلومات استخباراتية حول قيادات قوة حماية حضرموت، وعلى رأسهم أركان القوة سالم بن حسينون، تمهيداً لشن حملات مداهمة واقتحام تستهدف منازل شخصيات قبلية بارزة، ما يثير مخاوف واسعة من انزلاق الأوضاع إلى مواجهات مباشرة داخل الأحياء السكنية. واعتبر مراقبون أن هذه التحركات تعكس انتقال الانتقالي من سياسة الضغط السياسي إلى فرض الوقائع بالقوة، غير آبه بالتحذيرات الإقليمية أو بتداعيات ذلك على السلم الاجتماعي في حضرموت.
وفي تعليق لافت، وصف الصحفي السعودي بدر القحطاني ما يجري بأنه “انتهاك جسيم وخطير”، محذراً من أن هذا التصعيد يضع السكان المدنيين في قلب الصراع ويعرّضهم لمخاطر مباشرة، في ظل انتشار السلاح وتعدد القوى المتصارعة. ولم تقتصر خطوات الانتقالي على التحشيد، بل عاودت قواته شن هجمات على نقاط تابعة لحلف القبائل، متحدية أوامر سعودية سابقة بالانسحاب من مناطق حساسة في الهضبة النفطية، وهو ما اعتُبر رسالة تحدٍ واضحة للرياض قبل انتهاء المهلة التي منحتها للانسحاب.
مصادر مطلعة أكدت أن العمليات الجارية تتم بتوجيهات مباشرة من قائد المنطقة العسكرية الثانية طالب بارجاش، مع وجود خطط لاعتقال قيادات عسكرية وقبلية، الأمر الذي يرفع منسوب القلق بشأن استهداف المدنيين وتوسّع دائرة العنف. ومع اقتراب انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي أعلنتها السعودية، تبدو حضرموت أمام سيناريو مفتوح على كل الاحتمالات، وسط مخاوف من انفجار شامل قد يزعزع استقرار واحدة من أكثر المحافظات اليمنية حساسية وأهمية.
وكانت السعودية قد أعلنت، يوم أمس السبت، استجابتها لطلب رئيس مجلس القيادة الموالي للتحالف رشاد العليمي، بالتدخل عسكرياً ضد الفصائل المدعومة إماراتياً شرق اليمن، في مؤشر على أن الصراع داخل معسكر التحالف نفسه بات أكثر وضوحاً، وأن حضرموت قد تتحول إلى ساحة مواجهة إقليمية مفتوحة إذا استمر التصعيد دون كوابح.