جرائم مروّعة تهز حضرموت.. قوات موالية للإمارات متهمة بتصفية أسرى والتمثيل بجثثهم


في مشهد صادم يعيد فتح ملف الانتهاكات في المحافظات المحتلة، كشفت مصادر حقوقية وقبلية متطابقة عن ممارسات وصفت بـ”الأبشع” لعناصر مسلحة موالية للإمارات في وادي حضرموت، تضمنت تصفية أسرى من أبناء المنطقة والتمثيل بجثثهم، في خطوة تُعد تصعيدًا خطيرًا يهدف إلى إخضاع أبناء المحافظة وترهيبهم.

وبحسب المصادر، فإن مجاميع مسلحة جُلبت من الضالع ولحج وأبين نفذت عمليات قتل مباشر لعدد من الأسرى ينتمي معظمهم لقبائل الحموم، ثم عمدت إلى التشويه المتعمد للجثث وإهانة الأسرى الأحياء أمام المواطنين، في أسلوب يُظهر استخدام القوة المناطقية لفرض الأمر الواقع. وأفادت المعلومات بأن الانتهاكات طالت مدنيين وقيادات أمنية وعسكرية موالية للإصلاح وحلف القبائل، إلى جانب شماليين يقيمون في سيئون منذ عقود، بالإضافة إلى اقتحام عشرات المنازل ونهب ممتلكاتها، حتى المواشي لم تسلم من النهب.

وتأتي هذه التطورات بعد أن فرضت الفصائل التابعة للإمارات سيطرتها على معسكرات ومقار المنطقة العسكرية الأولى والمؤسسات الخدمية والقصر الجمهوري ومطار سيئون مطلع الأسبوع الماضي، وسط تواطؤ لافت من القوات السعودية الموجودة في المدينة، ما أثار غضبًا واسعًا في الأوساط القبلية.

وترتبط جذور الأزمة بتصاعد المطالب السلمية لأبناء حضرموت بقيادة عمرو بن حبريش، الذي دعا منذ منتصف 2024 إلى توفير الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء من عوائد النفط المحلي، وتحقيق شراكة سياسية عادلة أسوة ببقية القوى الموالية للتحالف. لكن تجاهل “مجلس القيادة” لتلك المطالب دفعه لإعلان الحكم الذاتي وتشكيل قوات “حماية حضرموت” منتصف هذا العام، وصولًا إلى السيطرة على شركة بترومسيلة، الأمر الذي أثار مخاوف الإمارات على مصالحها النفطية ودفعها لحشد آلاف المسلحين إلى الوادي لفرض واقع جديد بالقوة.

وتشير المعطيات إلى أن ما يجري ليس مجرد اشتباكات عابرة، بل إعادة رسم لخرائط السيطرة في واحدة من أغنى محافظات اليمن، وسط استمرار صمت رسمي ودولي يثير تساؤلات واسعة حول مستقبل حضرموت وثرواتها ومصير أبنائها.