قطر تحذّر: مرحلة مفصلية في مسار غزة والاتفاق لم يُطبَّق بالكامل رغم وقف إطلاق النار
في موقف يعكس عمق التعقيدات التي تحيط بالملف الفلسطيني، أكّد رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن ما تشهده غزة حالياً يمثل “مرحلة مفصلية”، مشدداً على أن الاتفاق الذي جرى التوصل إليه بشأن القطاع لم يُنفَّذ بالكامل حتى الآن، وأن الحديث عن وقف كامل لإطلاق النار لا يمكن أن يكون دقيقاً ما لم تنسحب قوات الاحتلال من غزة بشكل كامل. وجاءت تصريحات المسؤول القطري خلال مؤتمر صحفي اليوم في الدوحة، حيث أوضح أن الجهود التي بُذلت للتوصل إلى وقف إطلاق النار كانت ضرورية لتهيئة بيئة الاستقرار والدفع نحو تأسيس دولة فلسطينية، إلا أن التطبيق العملي على الأرض ما زال ناقصاً ومحمّلاً بالخروقات.
وأشار آل ثاني إلى أن الدوحة تواصل العمل مع الأطراف المختلفة من أجل رسم المسار المستقبلي للمرحلة التالية في قطاع غزة، مؤكداً أن قطر لا تزال منخرطة بفعالية في عمليات الوساطة الدولية. وبحسب المصادر الفلسطينية، فإن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب حتى يوم الخميس الماضي مئات الخروقات لاتفاق وقف النار، مما أسفر عن استشهاد 366 فلسطينياً منذ لحظة التوقيع وحتى الآن، في استمرار واضح للعدوان رغم الالتزامات المعلنة.
وتؤكد الإحصاءات الرسمية في غزة أن جريمة الإبادة التي بدأتها “إسرائيل” في 8 أكتوبر 2023 واستمرت لعامين كاملين خلّفت أكثر من 70 ألف شهيد، إضافة إلى ما يزيد على 171 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، في ظل دمار واسع للبنية الصحية والمدنية وتدهور كارثي في الوضع الإنساني. وتواصل قطر التأكيد على ضرورة التطبيق الكامل للاتفاقيات، ووقف كافة الانتهاكات، وتحقيق انسحاب شامل يمهّد لمرحلة جديدة قد تكون الأكثر حساسية في مستقبل القضية الفلسطينية.