وسط العطش والخطر… المياه النظيفة تتحول إلى معركة يومية لأهالي غزة


في ظل كارثة إنسانية متصاعدة، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” أن الحصول على المياه النظيفة ما يزال واحداً من أكثر الاحتياجات العاجلة في قطاع غزة، مع استمرار النقص الحاد في مصادر الشرب وتعطل معظم شبكات الإمداد. وفي تدوينة نشرتها الوكالة على منصة “إكس”، قالت إن آلاف العائلات—بما في ذلك الأطفال—يضطرون يوميًا لقطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام بحثًا عن كميات قليلة من الماء، في مشهد يلخص حجم المعاناة التي يعيشها السكان منذ بدء الحرب.

ورغم الظروف القاسية، تواصل أونروا تشغيل آبار المياه التابعة لها لتوفير الحد الأدنى من الإمدادات، مؤكدة أنها تغطي ما يقارب ثلث المياه التي تصل إلى مدينة غزة والمناطق الشمالية، وهو ما يشكل شريان حياة حقيقياً للمدنيين المحاصرين.

ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي—بدعم أمريكي وأوروبي—شن حرب إبادة واسعة النطاق على القطاع، تسببت حتى الآن في استشهاد 69,756 مدنياً فلسطينياً، معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة 170,946 آخرين، بينما ما يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات دون قدرة طواقم الإسعاف على الوصول إليهم بسبب القصف المستمر والحصار الخانق.

وفي ظل واقع يشتد قتامة، يبقى الحصول على جرعة ماء نظيف بالنسبة لأهالي غزة معركة يومية لا تقل قسوة عن أصوات القصف التي لا تتوقف.