كارثة إنسانية تتكشف… 900 مريض في غزة يفقدون حياتهم بسبب تأخر الإجلاء الطبي


في مشهد يعكس عمق الانهيار الصحي الذي يعيشه قطاع غزة تحت الحصار والعدوان، أكدت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 900 مريض قضوا حياتهم نتيجة تأخر الإجلاء الطبي للعلاج خارج القطاع، بعد أن مُنعت أعداد كبيرة من الحصول على الموافقات اللازمة للسفر في الوقت المناسب.

ووفق بيان المنظمة، فإن نحو 16,500 مريض ما زالوا على قوائم الانتظار بانتظار موافقات الإجلاء، بينهم 4,000 طفل بحاجة عاجلة للرعاية الطبية المتخصصة، في وقت وصفت فيه المنظمة التأخير المستمر بأنه “حكم بالإعدام” على الحالات الحرجة التي لا يتوفر علاجها داخل قطاع يعيش انهيارًا شبه كامل في بنيته الصحية.

وتشير المنظمة إلى أن القيود المفروضة على حركة المرضى تجعل من المستحيل تلبية الاحتياجات الطبية الأساسية، خصوصًا مع تراجع القدرة الاستيعابية للمستشفيات إلى 14 مستشفى فقط من أصل 36 تعمل جزئيًا، بينما هناك 64 مركزًا صحيًا فقط من أصل 181 ما زالت قادرة على تقديم بعض الخدمات، وسط نقص كارثي في الأدوية والمستلزمات.

وكان مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قد أكد قبل أيام سعي المنظمة لزيادة عمليات الإجلاء خلال فترة وقف إطلاق النار الجاري، مشيرًا إلى أن المستشفيات المتضررة في غزة باتت غير قادرة على تقديم الحد الأدنى من الرعاية المطلوبة للمرضى والجرحى. كما عبّر عن تقديره للدول التي وافقت على استقبال المصابين لتلقي العلاج، لافتًا إلى أن برنامج الإجلاء الطبي التابع للمنظمة ساهم خلال العامين الماضيين في نقل نحو 8 آلاف مريض، بينهم أكثر من 5,500 طفل.

من جهتها، ترى المنظمة أن النظام الصحي في غزة يعمل بقدرة لا تتجاوز 2100 سرير لسكان يتجاوز عددهم مليوني نسمة، وهو رقم يكشف حجم الفجوة الهائلة بين الاحتياج والإمكانات المتاحة، خصوصًا بعد حرب أبادت ما يزيد عن 70 ألف شهيد و170 ألف جريح، ودمّرت أكثر من 90% من البنى التحتية المدنية، بتكلفة إعادة إعمار تقدّرها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.

وتؤكد الصحة العالمية أن فتح جميع طرق الإجلاء، بما في ذلك إلى الضفة الغربية والقدس الشرقية، خطوة ضرورية لمنع مزيد من الوفيات، ولإنقاذ آلاف المرضى الذين ينتظرون فرصة قد تكون الأخيرة في الحصول على العلاج.