عائلة الملثّم تزفّ حذيفة الكحلوت شهيداً وتكشف تفاصيل اغتياله مع أسرته في جريمة إسرائيلية جديدة
نعت عائلة الملثّم، في بيان مؤثر، نجلها حذيفة سمير عبد الله محمود ياسين الكحلوت، المعروف بلقب “أبو إبراهيم”، مؤكدة استشهاده مع أفراد أسرته كاملة في عملية اغتيال نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاستهداف المنهجي الذي يطال الفلسطينيين في قطاع غزة. وأوضحت العائلة أن عملية الاغتيال أدت أيضاً إلى ارتقاء زوجته وابنتيه ونجله، في مشهد يجسد قسوة العدوان واتساع دائرة استهدافه لتشمل العائلات بأكملها.
وأكد البيان أن الشهيد الكحلوت كان منخرطاً في الدفاع عن قضيته الوطنية، وأنه تعرض خلال السنوات الماضية لمحاولات اغتيال متكررة، قبل أن ينتهي به المطاف شهيداً مع أسرته في ما وصفته العائلة بعملية اغتيال جبانة، تعكس إصرار الاحتلال على تصفية الرموز والأصوات المؤثرة، حتى وإن كان الثمن أرواح النساء والأطفال.
وتطرقت العائلة إلى مسيرة نجلها، مشيرة إلى أنه عاش تفاصيل العدوان والحصار والنزوح والمجاعة إلى جانب أبناء شعبه، دون أن يتراجع عن مواقفه أو يتخلى عن قناعاته، معتبرة أن استشهاده يأتي ضمن سياق أوسع من الاستهداف الذي طال عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، في حرب مفتوحة على الإنسان والحياة.
ووجهت العائلة رسالة إلى الشعب الفلسطيني وإلى الأمة العربية والإسلامية، أكدت فيها أن فقدان نجلها، على قسوته، يمثل جزءاً من ثمن المواجهة المستمرة، وأن دماء الشهداء امتزجت بدماء المدنيين الأبرياء الذين سقطوا خلال العدوان، في صورة واحدة تعكس حجم التضحية التي يقدمها الشعب الفلسطيني.
واستعرض البيان الجوانب الشخصية في حياة الشهيد الكحلوت، حيث أشارت العائلة إلى أنه كان حافظاً للقرآن الكريم منذ صغره، ومتفوقاً في مسيرته التعليمية، حتى نال درجة الماجستير، والتحق ببرنامج الدكتوراه، قبل أن تعيق ظروف العدوان والحصار استكماله لمسيرته الأكاديمية. كما وصفته بأنه عُرف بالتواضع والابتعاد عن الأضواء، ورفض الشهرة، والتركيز على الفكرة والمضمون، والعمل بصمت وإخلاص بعيداً عن الظهور الإعلامي.
واختتمت العائلة بيانها بالتأكيد على أن الأيام القادمة ستكشف حجم الأدوار والمسؤوليات التي اضطلع بها نجلها في مجالات متعددة، داعية إلى مواصلة التمسك بالقضية الفلسطينية، في ظل استمرار العدوان، وإلى عدم السماح لجرائم الاغتيال بكسر إرادة الشعب أو إضعاف حضوره في معركة الدفاع عن أرضه وحقوقه.