الجهاد في سبيل الله سلاح الأمة في مواجهة ا لأعداء.. قراءة من وحي خطاب السيد القائد
الجهاد في سبيل الله سلاح الأمة في مواجهة ا لأعداء.. قراءة من وحي خطاب السيد القائد
في زمنٍ تكالبت فيه قوى الشر على الأمة الإسلامية، واشتد فيه عدوان الصهاينة والأمريكان على الشعوب الحرة، يبرز صوت السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – ليعيد الأمة إلى مسارها الإيماني الصحيح، مذكِّرًا بأن الجهاد في سبيل الله ليس خيارًا ثانويًا، بل هو مسؤولية مقدسة وضرورة وجودية لحماية الأمة من الفناء والانقراض، ولإقامة العدل ودفع الظلم والطغيان.
من وحي كلمته في الذكرى السنوية للشهيد، يتجلّى بوضوح أن ما تعيشه الأمة اليوم من مآسٍ واحتلالٍ وهوانٍ، إنما هو ثمرةُ تفريطٍ طويلٍ بمسؤولياتها الكبرى، وتخلٍّ عن أعظم سنن الله في دفع الباطل، وهو الجهاد في سبيل الله.
الأمة المستهدفة.. بين التفريط في المسؤولية وطمع الأعداء
شخّص السيد القائد بدقةٍ حال الأمة الإسلامية اليوم، واصفًا إياها بأنها أمةٌ مستهدفةٌ شئنا أم أبينا، وأنّ ضعفها وتفرقها وتشظيها هو ما أغرى أعداءها بها، فحين غاب وعيها الجهادي، واستسلمت روحها للعجز والخنوع، تمدد اليهود والنصارى في أرضها، واستباحوا مقدساتها وثرواتها، وفرضوا عليها الوصاية والهيمنة.
وأوضح أن العدو الصهيوني لم يحتل فلسطين لأنها استفزّته، بل لأنه يحمل في عقيدته وثقافته نزعةً إجراميةً واستكباريةً لا ترى في شعوب الأمة سوى عبيدٍ يجب إخضاعهم.. ومن هنا كانت فلسطين أولى ضحايا المشروع الصهيوني، لكن الهدف الحقيقي للأعداء — كما أكد السيد القائد — هو كل الأمة الإسلامية.
الجهاد.. السبيل الوحيد لحماية الأمة واستعادة كرامتها
في مقابل هذا الواقع المظلم، يضع السيد القائد البوصلة في اتجاهها الصحيح:
لا يمكن للأمة أن تُحمى، ولا يمكن لها أن تعيش بكرامة، إلا بالجهاد في سبيل الله.
فالاستسلام والمساومة لا يجلبان سوى الذل والهوان، أما الجهاد فهو ما يصنع الحرية والعزة والسيادة، وهو الطريق الذي رسمه الله لعباده لإقامة الحق ودفع العدوان، قال تعالى: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ”.
وفي تأكيدٍ على مركزية هذه الثقافة، شدّد السيد القائد على أن الجهاد مسؤولية مقدسة تواجه بها الأمة قوى الشر والطغيان، وأنها ليست عملاً هامشيًا بل هي سنّة إلهية ومفتاح النجاة من واقع الظلم الذي تعيشه الأمة. فالجهاد هو الذي يبني الرجال، ويرسّخ الوعي، ويعيد للأمة ثقتها بنفسها، ويجعلها قوةً مهابةً قادرة على الدفاع عن مقدساتها ومصيرها.
اليهود والصهاينة.. رأس الشرّ في هذا العصر
أوضح السيد القائد أن ألدّ أعداء الأمة اليوم هم اليهود الصهاينة، الذين يعملون على إفساد الأمة وإظلالها واستعبادها، مستخدمين أدواتهم السياسية والعسكرية والإعلامية، ومتّخذين من أمريكا والغرب شركاء لهم في الجريمة والإبادة، كما هو الحال في العدوان الوحشي على غزة.
وأشار إلى أن هؤلاء الأعداء يسعون لتشويه كل قوى الأمة الحرة والمجاهدة، فيصفون كل من يقف ضد العدو الإسرائيلي بأنه “إيراني” أو “أداة إيرانية”، في محاولةٍ لتقزيم الموقف المقاوم وتطبيع الخضوع، مضيفًا أن المنافقين في الأمة يتبنون هذا المنطق الأمريكي الإسرائيلي، ويشاركون في حملات التشويه والتضليل، خدمةً للعدو وعدوانه.
اليمن.. ثمرةُ الجهاد ورايةُ الكرامة
ولأن ثقافة الجهاد لم تغب عن وعي الشعب اليمني، فقد استطاع بفضلها أن يصمد في وجه أعتى عدوانٍ عرفه العصر الحديث، وأن يبني قوةً ردعيةً أرعبت العدو الأمريكي والصهيوني.
فالموقف اليمني اليوم المساند للشعب الفلسطيني ليس موقفًا عاطفيًا عابرًا، بل هو ثمرةٌ من ثمار الإيمان والجهاد في سبيل الله، وثمرةٌ لوعيٍ متجذرٍ بأن مصير الأمة واحد، وعدوها واحد، وأن تحرير فلسطين يبدأ من استعادة روح المقاومة والجهاد في كل ساحات الأمة.
لقد أكّد السيد القائد في كلمته أن الجهوزية لمعركة مقبلة مع العدو الصهيوني واجبة، وأن المنطقة لن تهدأ ما دام الكيان الغاصب يحتل فلسطين، وأن على الأمة أن تدرك حتمية الصراع بين محور الحق ومحور الباطل، بين أحرار الأمة والمستكبرين الذين يسعون لإخضاعها ونهب ثرواتها.
الشهداء.. مشاعل الطريق وضمانة الانتصار
اختتم السيد القائد حديثه بالتأكيد على أن الأمة التي تبتعد عن روح الشهادة تواجه الفناء وتخسر أبناءها ومكانتها، بينما الشهداء يصنعون الحياة بدمائهم.
فهم النموذج الحي للوعي الإيماني، والقدوة التي تُستمد منها العزة والثبات.
ولولا تضحيات الشهداء لما انتصر الدم على السيف، ولا تجلت كربلاء في غزة واليمن وفلسطين كأيقونةٍ خالدةٍ للانتصار على الطغيان.
لحظةٍ فارقة من تاريخ الأمة
إن كلمة السيد القائد – يحفظه الله – تأتي في لحظةٍ فارقة من تاريخ الأمة، لتوقظ فيها وعيها الغائب وتعيدها إلى أصل رسالتها الإلهية.
فالأمة التي تؤمن بالله حق الإيمان وتدرك معنى الجهاد ومسؤوليتها أمام الله، لا تُهزم أبدًا، بل تنتصر مهما عظمت التحديات.
ومن كربلاء إلى غزة إلى اليمن، يبقى الجهاد في سبيل الله هو الطريق الحتمي لانتصار الدم على السيف، ولنهضة الأمة من تحت ركام الخنوع إلى أفق العزة والتمكين.
موقع 21 سبتمبر الاخباري.