عامان من الإبادة.. غزة أكبر مقبرة للصحفيين في التاريخ المعاصر
في عامين من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ارتكب جيش الاحتلال جرائم غير مسبوقة بحق الصحفيين الفلسطينيين، مستهدفًا حياتهم ومعداتهم الإعلامية بهدف إسكات الحقيقة ومنع نقل وقائع العدوان إلى العالم. وتشير بيانات رسمية إلى استشهاد 254 صحفيًا وإصابة 433 آخرين، بينما تعرض 48 منهم للاعتقال في سجون الاحتلال.
ويعمل الصحفيون الفلسطينيون في ظروف استثنائية، تحت القصف المباشر وتهديدات مستمرة، لنقل صورة الحرب والاعتداءات على المدنيين، ما يجعلهم الحلقة الوحيدة التي توثق الأحداث في ظل منع الصحفيين الأجانب من دخول القطاع.
وخلال عامي العدوان، شهدت غزة مجازر مروعة بحق الصحفيين، شملت القصف المباشر للمستشفيات والمنازل، واستهداف العائلات. من أبرزها مجزرة مستشفى ناصر في خان يونس في أغسطس 2025، واستهداف منزل عائلة مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح في أكتوبر 2023، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 13 من أفراد العائلة.
وأكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن هذه الانتهاكات تمثل أكبر جريمة إبادة إعلامية في التاريخ الحديث، مطالبة المجتمع الدولي بفرض حماية للصحفيين والسماح بدخول الإعلاميين الأجانب إلى غزة لتوثيق الأحداث.
وبحسب الاتحاد الدولي للصحفيين، تعتبر غزة أخطر منطقة في العالم لممارسة الصحافة، حيث تجاوز عدد الصحفيين المستشهدين فيها ما سقط في الحروب العالمية والكبرى مجتمعة، مما يجعل القطاع أكبر مقبرة للصحفيين في العصر المعاصر.
وتؤكد المنظمات الحقوقية الدولية أن هذه الجرائم تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وتندرج ضمن جرائم الحرب، داعية إلى مساءلة الاحتلال عبر المحكمة الجنائية الدولية.