الإبادة الصهيونية في غزة.. أكثر من 65 ألف شهيد وحصار التجويع ينهش المدنيين وسط صمود أسطوري

الإبادة الصهيونية في غزة.. أكثر من 65 ألف شهيد وحصار التجويع ينهش المدنيين وسط صمود أسطوري


يواصل العدو الصهيوني ارتكاب جريمة إبادة جماعية غير مسبوقة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، للعام الثاني على التوالي، مدعوماً من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، حيث تتصاعد حصيلة الشهداء والجرحى يومياً وسط حصار خانق وتجويع ممنهج يستهدف الأطفال والنساء وكبار السن.

وبرغم المجازر المتواصلة ومحاولات التهجير القسري، يثبت أبناء غزة صموداً أسطورياً يتحدى آلة الحرب الصهيونية في معركة الوجود والكرامة.

حصيلة دامية تتجاوز 65 ألف شهيد

أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة، الأربعاء، أن حصيلة الشهداء ارتفعت إلى 65,419 شهيداً، فيما بلغ عدد المصابين 167,160 جريحاً منذ السابع من أكتوبر 2023، في أرقام مرعبة تكشف فظاعة العدوان الصهيوني.

وخلال الساعات الـ24 الماضية فقط، استقبلت مستشفيات القطاع 37 شهيداً بينهم أربعة انتشال من تحت الأنقاض، إضافة إلى 175 إصابة جديدة، بينما لا يزال عدد غير معلوم من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات.

ضحايا “لقمة العيش” يتزايدون يومياً

لم تقتصر آلة القتل الصهيونية على القصف والمجازر المباشرة، بل امتدت إلى مصائد المساعدات، حيث استشهد 2,531 فلسطينياً وأصيب أكثر من 18,531 آخرين منذ بدء الآلية “الإسرائيلية الأميركية” لما تسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”.

وخلال الساعات الماضية فقط، استقبلت مستشفيات غزة 5 شهداء و20 جريحاً من منتظري المساعدات.

وفي جريمة جديدة شمال غرب رفح، استشهد 3 فلسطينيين بينهم لاعب كرة القدم محمد السطري، وأصيب 6 آخرون برصاص جيش العدو أثناء انتظارهم للمساعدات.

صمود أسطوري في وجه التهجير القسري

رغم هول المجازر، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن أكثر من 900 ألف فلسطيني ما زالوا صامدين في مدينة غزة، رافضين مغادرة منازلهم تحت وطأة القصف والتجويع.

وأوضح البيان أن العدو الصهيوني يحاول تضليل الرأي العام بالترويج لمناطق “آمنة” في خان يونس ورفح، بينما تتعرض هذه المناطق نفسها لأكثر من 114 غارة جوية أوقعت أكثر من ألفي شهيد.

كما أشار إلى أن مساحة “الإيواء” التي خصصها الاحتلال لا تتجاوز 12% من مساحة القطاع، في محاولة لفرض مخطط “معسكرات التركيز” وتفريغ مدينة غزة وشمالها من سكانها.

انهيار المنظومة الصحية

وجهت وزارة الصحة الفلسطينية نداءً عاجلاً إلى أحرار العالم لإنقاذ ما تبقى من القطاع الصحي، مؤكدة أن “المنظومة الصحية تلفظ أنفاسها الأخيرة”.

وتشهد مستشفيات غزة نقصاً كارثياً في الوقود والدماء والمستلزمات الطبية، حيث حذرت من توقف الأقسام الحيوية خلال أيام قليلة فقط.

من جهتها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن إغلاق مستشفى الرنتيسي للأطفال ومستشفى العيون نتيجة القصف الصهيوني يهدد بفقدان مئات الآلاف من الأرواح، محذرة من انهيار شامل للقطاع الصحي.

قصص إنسانية تعكس عمق المأساة

في مشهد مؤثر، كشفت وكالة “الأونروا” أن امرأة فلسطينية تدعى جازية وتجاوز عمرها المئة عام، اضطرت للنزوح القسري جنوب قطاع غزة على كرسي معدني متحرك، في رحلة معاناة جسّدت حجم الكارثة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الحصار والقصف.

إدانة دولية وصمت متواطئ

على الرغم من بشاعة الجرائم، يكتفي المجتمع الدولي بالصمت أو بيانات باهتة، إذ طالبت دول أوروبية بفتح الممر الطبي لإجلاء المرضى دون اتخاذ خطوات عملية. فيما شدد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على تحميل العدو الصهيوني وحليفه الأمريكي المسؤولية الكاملة عن الجرائم المرتكبة، داعياً إلى تحرك عاجل لمحاسبة قادة الاحتلال في المحاكم الدولية.

كارثة إنسانية

بين المجازر اليومية و”مصائد المساعدات” وانهيار القطاع الصحي، يعيش الفلسطينيون في غزة أفظع كارثة إنسانية في العصر الحديث، وسط تواطؤ أمريكي وصمت دولي معيب.. ومع ذلك، يثبت الشعب الفلسطيني صموده في وجه الإبادة، متمسكاً بحق الحياة والكرامة، ومؤكداً أن آلة القتل لن تكسر إرادة البقاء.

 

موقع 21 سبتمبر الاخباري