ألمانيا: توزيع المساعدات في غزة عبر “مؤسسة غزة الإنسانية” لا يراعي المبادئ الإنسانية
أعربت الحكومة الألمانية، اليوم الاثنين، عن رفضها لآلية توزيع المساعدات في قطاع غزة من خلال ما تُسمى “مؤسسة غزة الإنسانية”، مؤكدة أن هذا الأسلوب لا يتوافق مع المبادئ الإنسانية، ولا يلبّي الحد الأدنى من احتياجات السكان المدنيين.
وجاء الموقف الألماني في معرض رد رسمي على سؤال برلماني تقدّم به حزب الخضر، حيث قالت الحكومة:
“بات من الواضح الآن أن هذه الآلية لا تصل بشكل كافٍ إلى المدنيين، ولا تعمل بما يتوافق مع المبادئ الإنسانية”.
وأضافت أن الوضع الإنساني في قطاع غزة “لا يُطاق”، مشددة على ضرورة تخفيف معاناة السكان وتحسين الظروف المعيشية بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.
وأشارت الحكومة الألمانية إلى أن العديد من الفلسطينيين فقدوا أرواحهم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، مطالبة بإجراء تحقيق شامل وتقديم تفسير واضح لهذه الحوادث المؤلمة في أقرب وقت.
كما أكدت برلين أن “إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة في الامتثال للقانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين في قطاع غزة”، داعيةً في الوقت ذاته إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من أداء دورها باستقلال وحيادية تامة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ووسط انتقادات متصاعدة لآلية توزيع المساعدات التي بدأت في 27 مايو الماضي، والتي تتم عبر مؤسسة أُنشئت بإشراف مباشر من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، دون رقابة أممية أو إنسانية مستقلة.
وفي السياق ذاته، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن عدد الشهداء والمصابين من طالبي المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية بلغ 99 شهيدًا و650 جريحًا، ما يرفع حصيلة ضحايا “لقمة العيش” منذ 27 مايو إلى 1,021 شهيدًا وأكثر من 6,511 مصابًا.
وتستمر المجازر اليومية في القطاع، حيث وثّقت وزارة الصحة الفلسطينية منذ 7 أكتوبر 2023، استشهاد 59,029 مدنيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة 142,135 آخرين، وسط صعوبات بالغة في انتشال الضحايا بسبب استهداف طواقم الإنقاذ وتدمير البنية التحتية.