الجهاد بين مفهومه القرأني … والمفهوم الأمريكي!

2Hu08568

بقلم/ طارق بن عبد الله الحمزي

عندما انتشرت عناصر الإستخبارات الأمريكية المسماة ( قاعدة ) في المحافظات الجنوبية وأجزاء من المحافظات الشمالية في مطلع العام الماضي وبدأت تنفيذ مخططاتها الإجرامية كما حصل في مسجدي بدر والحشحوش تحركت القبائل اليمنية وبمساندة من أنصار الله مشكلين لجان شعبية مساندة للجيش تهدف إلى تطهير الوطن من هذه العناصر الإجرامية وعندما طهروا معظم المحافظات الجنوبية من هذه العناصر رأينا التحرك الإقليمي والدولي الذي انزعج لهزيمة القاعدة ،( وسنتحدث عن هذا الموضوع في منشور آخر إن شاء الله ) وتحرك المرتزقة مسنودين بعلماء السؤ والدعم الدولي والإقليمي لإعلان الجهاد ضد الجيش الوطني واللجان الشعبية بحجة انهم انقلابيين وأحياناً روافض أو شماليين وغيرها من المبررات الواهية …

وعندما انسحب الجيش واللجان الشعبية من مدن الجنوب رأينا كيف أتت الجيوش الغازية الحقيقية إماراتيين وسعوديين وسودانيين واردنيين وشركات غزو أمريكية كبلاك ووتر وداين جروب ولم نسمع كلمة جهاد ، اختفت تماماً … بل رأيناهم يخلقوا مبررات للغزو: تحالف عربي ، انقاذ شرعية وما إلى ذلك من العناوين الزائفة…

وأخيراً أتت قوات الغزو الأمريكية والبريطانية بشكل مباشر لتنشر قواتها في عدد من المحافظات الجنوبية ولم نسمع عن جهادهم المزعوم ! فيا ترى أين أختفى أين ذاب ذلك العنوان البارز ” الجهاد “!؟

ماهو هذا الجهاد الذي يكون واجباً وفرض عين عندما يكون موجه ضد أخوك اليمني المسلم! بينما يكون تركه والسكوت عنه بل نسيانه تماماً هو الواجب عندما يأتي الغازي الأمريكي البريطاني وهو العدو الذي لا يختلف عليه المسلمين قاطبة!؟

فمن المستحيل أن يأتي من المسلمين من يقل لك أن دخول الأمريكي إلى بلد عربي مسلم أمر طبيعي أو عادي … أو أن يقل لك بأنه لا يجب جهاده … بل لن يختلف أثنان عن أن جهاده واجب وأمر مشروع لليمنيين وحتى القوانين الدولية تتيح مواجهة الغازي الأجنبي…

ولكن ياترى أي جهاد هذا وأي شريعة التي تحل لك جهاد اليمني المسلم ، وتحرم جهاد الغازي الأجنبي…

فهل هذه هي تشريعات الله..؟

هل هذه توجيهات القرآن..؟

هل هذه التشريعات المحمدية الإسلامية الأصيلة..؟

فالله والقرأن ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم والإسلام منهم براء برائة الذئب من دم يوسف ، بل إننا نظلم الإسلام عندما ننسب مثل هؤلاء إليه … فللمرتزقة نود أن نعرف موقفكم من دخول القوات الأمريكية والبريطانية وكما صرحت بعض وسائل إعلامية عن تواجد قوات اسرائيلية…!؟

ما موقفكم هل تعتبروهم حلفاء لكم يقاتلون إلى جانبكم أم غزاة ومحتلين ستعلنوا الجهاد عليهم..؟

فإن قلتم غزاة ويجب جهادهم فأين تلك الهمة وذلك التحرك الذي جابهتم به الجيش اليمني واللجان الشعبية لم نراه ضد هؤلاء الغزاة الأمريكيين بل العكس نرى التماهي معهم… وأن قلتم لا لا يجب جهادهم وتحالفتم معهم وخلقتم لهم المبررات ليتقبل الشعب اليمني الاستعمار والإحتلال فأنكم في هذه الحالة قد أخرجتم أنفسكم من الدين لأن الله يقول: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )

 يعني رضيتم لأنفسكم أن تكونوا أمريكيين بصريح القرأن ، ولا أظنكم ترضون لأنفسكم هذا الإنحطاط لأن معناه خروجكم عن دائرة الإسلام والعروبة… وجهادكم المزعوم يدخل في دائرة الجهاد الأمريكي! الجهاد الذي تريده أمريكا! الجهاد الذي صنعته أمريكا! الجهاد الذي يخدم المصالح الأمريكية! الجهاد الذي يدور حيث دارت أمريكا! ويحقق رغبتها الإستعمارية الجامحة في السيطرة على شعوب المنطقة! أما الجهاد القرأني فنعرفه جميعاً أين يكون…؟ ومتى يكون..؟ وضد من يكون..؟

الجهاد القرأني وكما صرح بذلك القرأن الكريم يكون بإختصار شديد ضد هؤلاء الذين دخلوا إلى أرضكم مسيطرين على جزء من أراضيكم ضد الغزاة الأمريكيين ومن يدور في فلكهم من البريطانيين والإسرائيليين والسعوديين ومن ارتضى ان يكون منهم بصريح القرأن كما ذكرنا سابقاً…

وخير من سيخبرك عن الجهاد ومن الذين يجب جهادهم هو الله تعالى حيث يقول: ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون )..

هذا هو منطق القرأن … مبينا لنا عدونا الحقيقي من يجب علينا جهاده … ولكن البعض يبدون كالبهائم لا يعقلون ولا يسمعون ( صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لا يبصرون ) ( فمالِ هؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثاً )………….؛!

الجوف نت