مابعد الكويت لن يكون كما قبله

عبد الباسط الحبيشي

بقلم / عبدالباسط الحبيشي

سواءٌ  تم الإجتماع لعقد مفاوضات الكويت في الأيام القليلة القادمة بين حركة أنصار الله والقوى اليمنية الملتحقة بها من ناحية وجماعة الرئيس الفار عبدربه منصور هادي ومن ورائها السعودية والدول المتحالفة معها من ناحية أخرى أم لم يتم،  فإن الوضع العسكري والسياسي بين الطرفين سيكون مختلفاً عما هو عليه حالياً.

إن تم الإجتماع بحسب ما تم التخطيط له من قبل دول التحالف بقيادة السعودية فإن السعودية ستحقق نصراً إعلامياً كبيراً جداً وقد تنعكس تداعيات هذا الإنتصار على الحالة الميدانية التي يسيطر عليها حالياً أنصار الله لا سيما إذا توصلت المفاوضات الى إتفاقات تفرض تنفيذ القرار ٢٢١٦ وبقية الإتفاقيات التي تم التفاهم حولها بين الطرفين سابقاً. إنتصار التحالف سيكون مؤزراً حتى وإن لم يتوصل الإجتماع إلى أي نوع من التفاهمات او الإتفاقيات لأن مجرد حضور أنصار بالطريقة التي تم الإعداد لها سيظهرهم في موقع الضُعف والهزيمة وسيُستغل ذلك سياسياً وإعلامياً وسيحقق تقدماً كبيراً للسعودية وحلفائها وسيساعدهم في تعزيز الخطوات التكتيكية لما بعد الكويت.

أما في حالة عدم ذهاب وفد أنصار الله إلى إجتماع الكويت إلا في حالة تثبيت وقف العدوان الشامل مع وقف إطلاق النار في الداخل اليمني بشكل كامل من قبل العملاء والمرتزقة ولمدة أسبوع كامل على الأقل بحسب الإتفاق السابق فإن هذا لن يعزز من موقف أنصار الله في المفاوضات وحسب بل سيسقط الكثير من الرهانات والخطط التي أعدها التحالف ضد أنصار الله فضلاً عن إسقاط الإنتصار الإعلامي الوهمي الذي كان سيحصده في حالة ذهاب الوفد صاغراً خاضعاً ذليلاً  بالطريقة التي تم الإعداد لها تحت العدوان والقصف وإطلاق النار والذي سيتم إستغلاله أبشع إستغلال. بل ان عدم ذهاب وفد أنصار الله إلا في حالة تثبيت وقف العدوان من ناحية أخرى بشكل كامل وثابت سيمثل إنتصاراً كبيراً  لصالح الحركة واليمن بأكمله.

ومع كل الإفتراضات السابقة وغيرها، فإنه من الواضح بأن التحالف السعوخلصهيونكي لن يتجرأ على وقف العدوان بأي شكل من الأشكال … لا بحضور أنصار الله الى إجتماع الكويت … ولا بعدم حضورهم … لا قبل الإجتماع ولا بعده، لأنه يُدرك تماماً بأن اي توقف عن إستمرار العدوان سيُعد مؤشراً واضحاً لهزيمته السياسية والعسكرية فضلاً عن إستسلامه ورضوخه للمطالب الشرعية لأنصار الله، بينما الذهاب الى الكويت في المقابل كما كان مخططاً له من قبل التحالف دون ضمانات التوقف عن العدوان فإنه سيكون بمثابة إنتحار سياسي وشعبي وعسكري محقق كان سيتجرعه أنصار الله وليس غيرهم فضلاً عن التداعيات المختلفة الغير محسوبة محلياً ودولياً.

وبالتالي فإنه في كلا الحالتين سواء نجح  إجتماع الكويت ام فشل وسواء تم الذهاب من عدمه فإن الوضع بعد هذا التاريخ سيكون مختلفاً لأن قواعد اللعبة ستتغير بناءً على المعطيات السياسية الجديدة الناتجة عن تداعيات إجتماع الكويت المزمع او المؤجل  والتي ستؤثر على الطرفين سلباً او إيجاباً  وستفرض عليهما تغيير قواعد الإشتباك  بناءً على خططهما وأستراتيجيتهما الجديدة.