المعادن النفيسة تتراجع بعد قمم تاريخية وسط عمليات جني أرباح


شهدت أسواق المعادن النفيسة تراجعًا ملحوظًا عقب موجة صعود قوية أوصلت الأسعار إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، حيث اتجه المستثمرون إلى جني الأرباح بعد المكاسب الكبيرة المسجلة منذ بداية العام. ففي التعاملات الأخيرة، انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4 بالمئة ليصل إلى 4468.96 دولارًا للأوقية، بعد أن كان قد لامس في وقت سابق مستوى قياسيًا عند 4525.18 دولارًا، في إشارة إلى حالة تذبذب تعكس حذر المتعاملين رغم الزخم القوي الذي ما زال يسيطر على السوق. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير بنسبة 0.2 بالمئة لتستقر عند 4497.90 دولارًا للأوقية.
وفي سوق الفضة، وعلى الرغم من تسجيلها أعلى مستوى في تاريخها عند 72.70 دولارًا للأوقية، فإنها بددت جزءًا من مكاسبها لتتراجع بنسبة 0.8 بالمئة إلى 70.86 دولارًا. ورغم هذا الانخفاض، تظل الفضة من أكثر المعادن تحقيقًا للأرباح هذا العام، بعدما قفزت بنحو 147 بالمئة منذ مطلع العام، مدفوعة بأساسيات قوية وزيادة الطلب، متفوقة بذلك على الذهب الذي سجل ارتفاعًا تجاوز 70 بالمئة خلال الفترة نفسها.
أما البلاتين، فقد شهد هو الآخر تراجعًا ملحوظًا بعدما بلغ في وقت سابق 2377.50 دولارًا للأوقية، لينخفض بنسبة 3.3 بالمئة إلى 2198.30 دولارًا، في حين هوى البلاديوم بنحو تسعة بالمئة إلى 1692.43 دولارًا للأوقية، متراجعًا عقب وصوله إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات. ورغم هذه التراجعات، تظهر الأرقام السنوية أداءً استثنائيًا لهذين المعدنين، إذ ارتفع سعر البلاتين بنحو 160 بالمئة منذ بداية العام، بينما تجاوزت مكاسب البلاديوم حاجز 100 بالمئة.
ويعكس هذا التراجع العام حالة طبيعية من التصحيح السعري بعد صعود حاد، في ظل ترقب الأسواق لأي مستجدات اقتصادية أو نقدية قد تعيد رسم اتجاهات المعادن النفيسة خلال المرحلة المقبلة.