السيد القائد يرسم مسار معركة الوعي.. من قدوة الزهراء إلى هزيمة مشروع الاستباحة

السيد القائد يرسم مسار معركة الوعي.. من قدوة الزهراء إلى هزيمة مشروع الاستباحة


في لحظة فارقة يشتد فيها ضباب الحرب الناعمة وتتسع جراح الأمة بين الإبادة في غزة والانهيار الأخلاقي لمعظم الأنظمة العربية، جاء بيان السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- بمناسبة ذكرى مولد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام واليوم العالمي للمرأة المسلمة، ليؤسس لمرحلة جديدة من الوعي المقاوم، ويضع خطوطًا واضحة لمعركة الهوية والقدوة، ويكشف بجرأة ووضوح حجم الانحراف والتفريط الذي قاد أمة المليارين إلى العجز، وتحوّلها إلى “غثاء السيل” في مواجهة أخطر مشروع استباحة أمريكي-صهيوني يستهدف الإنسان والقيم والدين معًا.

لم يكن البيان مجرّد تهنئة، بل خارطة مواجهة فكرية وسياسية وروحية تتقدّم في قلب معركة مصيرية، تربط بين الزهراء كنموذج وقدوة، وبين ضرورة إعادة بناء الأمة على ضوء الوعي الإيماني، كاشتراط أساسي لوقف الانهيار وكسر الهيمنة.


القدوة الإيمانية.. مدخل معركة الوعي وبوصلة النجاة

أكد السيد القائد أنّ التهنئة بهذه المناسبة العظيمة ليست بروتوكولًا دينيًا، بل خطوة مركزية في إعادة ترسيخ النموذج الملهم للمرأة المسلمة في عصر تستهدف فيه الأمة أعتى حملات التشويه والانحلال التي تقودها ماكينة الحرب الناعمة.
فالزهراء عليها السلام، ليست حالة تاريخية ولا رمزية مجردة، بل النموذج الأسمى والأعلى للمرأة المسلمة، وبالمقابل فإن فقدان القدوة وغياب المرجعية الإيمانية سمحا، عبر عقود، بتمرير الانحرافات الفكرية والاجتماعية التي امتصّت روح الكرامة من الجسد الإسلامي.

يرى السيد القائد أنّ استلهام النموذج الزهرائي خطوة تأسيسية لإحياء الروح الإسلامية، وتصحيح المفاهيم، وكشف الظلمات المتراكمة، وتحقيق الارتقاء والكمال الإنساني في مواجهة الانحدار الذي أنتجته صناعة الوعي الغربي المعادي.


الحرب الشيطانية الناعمة.. أخطر أدوات إسقاط الأمة

يضع السيد القائد توصيفًا بالغ الصراحة لجوهر المعركة الناعمة:
حرب شيطانية، مفسدة، مضلة، تستهدف الرجال والنساء، الكبار والصغار، وتشكل الخطر الأكبر على الأمة، خطرًا يفوق في نتائجه الحرب الصلبة التي يراها الناس بالعين المجردة.

هذه الحرب ليست حملات ثقافية عابرة، بل مشروعًا شاملاً يهدف إلى:

  • تفريغ الأمة من محتواها الأخلاقي والإنساني والإيماني.

  • صناعة ثقافات وولاءات مشوَّهة تربط الأمة بالمضلين والمغضوب عليهم.

  • تحويل الشعوب إلى أدوات مستعبدة في خدمة المشروع الأمريكي-الصهيوني.

  • إضعاف المناعة الفكرية تمهيدًا لمرحلة الاستباحة الكاملة.

وبفضل هذه الحرب، نجح الأعداء في تطويع معظم الأنظمة وأكثر الشعوب وتحويل ثروات الأمة إلى غنائم، وأوطانها إلى قواعد عسكرية، وقوتها البشرية إلى أدوات طيّعة.


غزة.. المرآة الكاشفة لعمق الانهيار العربي-الإسلامي

يربط السيد القائد بين الحرب الناعمة وبين الموقف المخزي لغالبية الأنظمة الإسلامية تجاه الإبادة الجماعية في غزة.
فالإفلاس الأخلاقي والضياع القيمي الذي صنعته برامج الانحراف الثقافي والسياسي، أنتج حالة الصمت، والخذلان، والركوع أمام العدو، إلى درجة وصفها السيد القائد بأنها ئأبشع تجلّيات الانحدار على مستوى الأخلاق والقيم والوعي”.

يذكّر البيان بفظائع العدو الإسرائيلي:

  • قتل الأطفال الخدّج، والرضّع، والحوامل، والمسنات.

  • التجويع الممنهج ومنع الحليب.

  • الاغتصاب وانتهاك الحرمة البشرية.

  • المذابح اليومية في القطاع المحاصر.

وبينما تحركت شعوبٌ في أقاصي الأرض، كان الغياب المريب في معظم البلدان العربية والإسلامية، التي لم يصدر عنها حتى موقف رمزي.

الصدمة ليست في الصمت فقط، بل في تورط بعض الأنظمة في:

  • دعم اقتصادي ومالي وإعلامي للعدو.

  • تقديم معلومات استخباراتية تساعد على استمرار الإبادة.

  • الضغط على الأمة لوقف أي تحرك نصرة لغزة.


هندسة السلام المزوَّر.. الانزلاق نحو عبودية شاملة

من أخطر الرسائل التي كشفها السيد القائد، فضحُ مشروع السلام الكاذب، الذي تروّج له الأنظمة والنخب المرتبطة بأمريكا والعدو الإسرائيلي باعتباره خيارًا حضاريًا.
بينما حقيقته هو “السلام القائم على الاستسلام، والقبول بالاستباحة التامة، والعبودية المطلقة”.

ينبّه السيد القائد إلى:

  • أنّ هذا السلام يهدف إلى تثبيت سيطرة العدو على المنطقة.

  • أنّ التطبيع والانخراط في المشاريع الأمريكية جزء من هندسة إخضاع الأمة.

  • أنّ جماعات النفاق التي تربط نفسها بالعدو –كما هو الحال في سوريا– تُضرب من الإسرائيلي رغم ولائها، ما يكشف بطلان خيارها وانعدام بصيرتها.


بين معركة الهوية ومعركة التحرير.. تحديد مسار المواجهة

يضع السيد القائد معادلة واضحة:
لا يمكن للأمة أن تعود إلى دورها الرسالي إلا بإحياء الوعي الإيماني واستعادة القدوة، ثم الانتقال إلى الفعل التحرري الذي يكسر شوكة الطغاة، ويعيد للإنسان المسلم كرامته وموقعه الحضاري.

ويركز السيد القائد على:

  • ضرورة امتلاك البصيرة الراشدة.

  • إحياء الروح الإسلامية كقوة تعبئة ووعي.

  • مواجهة الحرب الشيطانية التي تسعى لطمس الهوية.

  • استنهاض الأمة للدفاع عن المستضعفين في كل مكان.

ويذكّر السيد القائد أنّ القرآن حذّر الأمة من هذا النوع من التحول، وأن الاستسلام للمضلين يفضي إلى خسارة الدين والدنيا.


اليمن.. نموذج الوعي المقاوم في قلب المعركة

من خلال سياق البيان وملَمح رسائله، يبرز موقع اليمن كمثال حيّ على:

  • قوة الهوية الإيمانية عندما تُصان من الحرب الناعمة.

  • ثبات الموقف تجاه فلسطين رغم الحصار والعدوان.

  • القدرة على ربط المناسبات الدينية الكبرى بمعركة التحرر.

  • صياغة وعي جماعي يبطل مشاريع الاستباحة ويعيد الاعتبار لقيم الكرامة والعزة.

فالبيان -كما تعكس روحه- ليس قراءة نظرية، بل تعبير عن نهج عملي تتجسده ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة في دعمها لفلسطين ومواجهتها الهيمنة الأمريكية-الصهيونية في البحر والبر.


البيان.. خارطة إيمانية-سياسية لإعادة صياغة مستقبل الأمة

ختم السيد القائد بيانه بتأكيد جوهري:
الاستفادة من ذكرى مولد الزهراء ليست طقسًا دينيًا، بل واجبًا في معركة الوعي، يهدف إلى:

  • تصحيح المفاهيم المنحرفة.

  • إزاحة الغشاوة التي تراكمت بفعل التضليل الإعلامي والثقافي.

  • إعادة توجيه الأمة نحو رسالتها الإلهية.

  • بناء جيل يرفض الخنوع ويتحصن بالقدوة الإيمانية.

  • تحويل المناسبات الإسلامية إلى منصات تعبئة ووعي وموقف.


معركة الوعي.. المدخل الحتمي إلى معركة التحرر

يقدّم بيان السيد القائد نموذجًا نوعيًا لفهم أبعاد المعركة التي تخوضها الأمة اليوم:
معركة تبدأ من تصحيح الوعي وتنتهي بكسر الهيمنة.
وبين هذين الحدّين يتحدد مصير الأمة:
إما أن تعود إلى نور القرآن وقدوتها الزهراء، وإما أن يستمر الانحدار نحو العبودية والاستباحة.

إنّ الرسائل التي حملها البيان ترسّخ حقيقة محورية:
أن معركة فلسطين، والهوية، والكرامة، ومعركة مواجهة المستكبرين، تبدأ من الداخل، من معركة الوعي، من مواجهة الحرب الناعمة، ومن التمسك بالنموذج الإيماني الذي لا يُهزم.

21 سبتمبر.