الإبادة مستمرة في غزة رغم الهدنة.. تصاعد الشهداء إلى 69,785 ومخاوف من انهيار كامل للمنظومة الإنسانية

الإبادة مستمرة في غزة رغم الهدنة.. تصاعد الشهداء إلى 69,785 ومخاوف من انهيار كامل للمنظومة الإنسانية


في مشهد يعكس زيف الادعاءات الصهيونية عن “التزام” بوقف إطلاق النار، تتواصل الإبادة في غزة بوتيرة لا تقلّ فتكاً عن أيام العدوان المفتوح. فبعد أكثر من شهر على الهدنة، لم تتوقف آلة القتل، ولم تتراجع وحشية الاحتلال، بل استمرت الغارات والاقتحامات والقنص والاستهداف المباشر للمدنيين، في ظل كارثة إنسانية تتسع يومياً، تعيد التأكيد بأن العدو لا يحترم اتفاقاً ولا يلتزم بتعهّد.

تصاعد مرعب في حصيلة الشهداء: أكثر من 69,785 قتيلاً حتى اليوم

وزارة الصحة في غزة أعلنت اليوم عن حصيلة جديدة ثقيلة:
69,785 شهيداً و170965 مصاباً منذ بدء العدوان الصهيوني، بينهم آلاف النساء والأطفال، فيما لا يزال أكثر من 9,000 مفقود تحت الركام، تُعدّهم الوزارة عملياً في عداد الشهداء نظراً لعدم وصول طواقم الإنقاذ إليهم. ورغم الهدنة، سُجّلت عشرات الشهداء والجرحى خلال الأيام الماضية بفعل خروقات صهيونية متكررة، تضمنت قصف مناطق سكنية، وإطلاق نار على النازحين، واستهداف صيادي الأسماك في شواطئ القطاع.

وخلال الساعات الماضية فقط، انتُشلت عائلات بأكملها من تحت الأنقاض في شمال ووسط القطاع، في ظل أوضاع لوجستية شبه منهارة تجعل عمليات الإنقاذ بطيئة ومحدودة.

خروقات يومية: حصار وتشديد ومجازر صامتة

العدو الصهيوني استغلّ الهدنة لتعميق السيطرة على محيط المناطق السكنية، وواصل:

  • إطلاق النار باتجاه النازحين عند المعابر.

  • اعتقال عشرات الشبان خلال محاولتهم العودة إلى منازلهم.

  • قصف أطراف جباليا والبريج وخانيونس.

  • منع إدخال الوقود والمستلزمات الحيوية إلى المستشفيات.

كما نفّذت قوات الاحتلال الصهيوني عمليات اغتيال مباشرة في عدة نقاط تماس، ورفعت وتيرة الطائرات المسيّرة التي تستهدف أي حركة مدنية في محيط خطوط التماس، ما حول مناطق واسعة إلى “مصائد موت”.

مشاهد صادمة: جثامين متحللة وأخرى متفحمة ومنازل تسقط تباعاً

فرق الدفاع المدني وثّقت في الأيام الأخيرة جثامين متحللة بالكامل لعائلات ظلت عالقة لأيام تحت الركام، فيما ظهرت جثامين متفحمة نتيجة استخدام أسلحة حارقة وعالية الحرارة، ما يؤكد استمرار العدو في استخدام ترسانة محرمة دولياً حتى بعد إعلان الهدنة.

في شمال غزة وحده، صوّرت الطواقم عشرات الجثث التي لم تُعرف هويتها بسبب تفحمها أو تحللها، ما رفع عدد المجهولين الذين استخدمت لهم المقابر الجماعية المؤقتة.

منظومة صحية تنهار: مستشفيات بلا دواء ولا معدات

وزارة الصحة أكدت أن:

  • المستشفيات تعمل بما لا يتجاوز 10% من قدرتها.

  • 70% من الأجهزة الطبية معطلة.

  • أقسام العناية المركزة امتلأت بالكامل.

  • عشرات الجرحى يموتون يومياً نتيجة عدم القدرة على إجراء العمليات.

كما حذرت من أن توقف الوقود عن المستشفيات سيعني موت المرضى على أجهزة التنفس، إضافة إلى توقف عمل الأفران والمخابز والمضخات داخل المؤسسات الصحية.

كارثة إنسانية شاملة: جوع ومرض وغياب شبه تام للدواء

أكثر من 90% من سكان غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء.
نصف الأطفال تقريباً يعانون من سوء تغذية.
الأوبئة تنتشر بسرعة كبيرة في مناطق النزوح، وبشكل خاص الالتهابات المعوية، وأمراض الجهاز التنفسي، والجرب.

العدو، رغم الهدنة، يواصل منع دخول المساعدات الكافية، ويُدخل كميات لا تكفي عشرات الآلاف، بينما يتجاوز عدد النازحين مليونين.

تقارير دولية تحذّر: غزة على حافة الانهيار الكامل

منظمة الصحة العالمية، الأونروا، واليونيسف، قدّمت خلال الساعات الماضية تقارير جديدة تحذّر من:

  • خطر مجاعة جماعية.

  • ارتفاع وفيات الأطفال بسبب الجوع والمرض.

  • انهيار المنظومة الطبية بالكامل خلال أيام.

  • فقدان السيطرة على مياه الصرف الصحي.

  • خطر ظهور أوبئة واسعة قد تفوق قدرة أي جهة على احتوائها.

ورغم هذه التحذيرات، يواصل العدو عرقلة إدخال المساعدات واستهداف قوافل الإغاثة.

واقع ما بعد الهدنة: مشهد يدمّر أي أمل في الحياة

جثث تُنتشل يومياً، منازل تُدمّر حتى بعد مغادرة سكانها، مساجد، مدارس، ومستوصفات تتعرض للاستهداف.
وطوابير النازحين تمتد في مشاهد غير مسبوقة في تاريخ الحصار.

ورغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، فإن غزة اليوم تعيش أسوأ مراحل الإبادة: جوع، مرض، قصف، حصار، ومجازر صامتة.

نقلا عن موقع 21 سبتمبر الاخباري.