أهداف العدوان على اليمن.. سقوط شعار “إعادة الشرعية” وانكشاف مشروع الهيمنة في ضوء خطابات السيد القائد
أهداف العدوان على اليمن.. سقوط شعار “إعادة الشرعية” وانكشاف مشروع الهيمنة في ضوء خطابات السيد القائد
تقرير – أحمد قحيم
منذ انطلاق العدوان على اليمن في مارس 2015، رفعت دول التحالف، بقيادة أمريكا وبأدوات عربية، شعارات سياسية وإعلامية تم تسويقها بوصفها مبررات للحرب، وعلى رأسها شعار “إعادة الشرعية”.. غير أن الوقائع الميدانية، والجرائم الواسعة، والاستهداف المباشر للإنسان والثروة والسيادة اليمنية، أسقطت تلك الذرائع وكشفت جوهر الأهداف الحقيقية.
وفي سلسلة من الخطابات المفصلية، وضع السيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي إطارًا شاملًا لتحليل العدوان، محددًا دوافعه الجيوسياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية، ومبينًا ارتباطه بالمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
هذا التقرير يقدم قراءة موسعة لهذه الأبعاد، مستفيدًا من معطيات الواقع وشواهد السنين العشر الماضية، ليكشف المعنى الحقيقي لسؤال السيد القائد: “إذا جاءوا لإعادة الشرعية كما يزعمون، فلماذا دمّروا البلد وقتلوا أبناء اليمن؟ وإذا كانت تلك الشرعية شرعية، فلماذا تؤيد قتل مواطنيها؟”.
سقوط شعار “إعادة “الشرعية” أمام الحقائق العملية
منذ الأيام الأولى للعدوان، تكشفت التناقضات العميقة في رواية التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي. فبدلًا من دعم ما يسمى “الشرعية”، جرى تدمير المؤسسات، وتمزيق البلاد سياسيًا وعسكريًا، والسيطرة على الثروات والموانئ والجزر، وإنشاء قواعد عسكرية أجنبية، وإدارة المحافظات خارج إطار الدولة اليمنية.
وقد أكد السيد القائد مرارًا أن ما تسمى بـ“الشرعية” لم تكن سوى غطاء سياسي لعدوان يستهدف اليمن أرضًا وإنسانًا.. مشيرًا إلى أنه لو كانت تلك الشرعية حقيقية لما أيّدت قتل شعبها، ولما شاركت في جلب الغزو الأجنبي إلى بلدها.
ومع مرور السنوات، يتضح أن شعار “إعادة الشرعية” لم يكن أكثر من واجهة إعلامية لا علاقة لها بما يجري على الأرض من احتلال، ونهب، وتقسيم، وتفكيك لمؤسسات الدولة.
العدوان الأمريكي بقفازات عربية
يشدد السيد القائد على أن العدوان على اليمن أمريكي أولًا وأخيرًا، وأن السعودية والإمارات ليستا سوى أدوات تنفيذية.
وفي أكثر من خطاب أكد السيد القائد أن:
“هذا العدوان بإشراف وإدارة وغطاء أمريكي كامل، ولولا إذن أمريكا ما تجرأ السعودي ولا الإماراتي على شن حرب كهذه على بلد عظيم مثل اليمن.”
ويشير السيد إلى أن الأمريكي قدّم الغطاء السياسي، والاستخباراتي، واللوجستي، ورسم الأهداف، بينما استخدم النظامين السعودي والإماراتي قفازات لتنفيذ مشروعه.
بهذا المعنى، لا يمكن النظر إلى الحرب إلا بوصفها عدوانًا دوليًا واسعًا تُدار فيه المنطقة بآليات تبعية واضحة لصالح واشنطن و”تل أبيب”.
الموقع الجيوسياسي لليمن.. المحرك الأول للعدوان
يشغل اليمن موقعًا استراتيجيًا فريدًا جعل منه مطمعًا دائمًا للقوى الكبرى.
وكما قال السيد القائد، فإن العدوان جاء في الأساس للسيطرة على:
-
مضيق باب المندب.
-
السواحل اليمنية الطويلة على البحر الأحمر وبحر العرب.
-
الجزر الحيوية ذات الأهمية العسكرية والاقتصادية.
-
خطوط الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة.
ويؤكد السيد أن هذه المواقع جعلت اليمن في قلب صراع دولي محموم، وأن السيطرة الأمريكية الصهيونية على هذه المناطق تمثل حجر الزاوية في مشروع الهيمنة على المنطقة.
لذلك، سعت قوى العدوان منذ اليوم الأول إلى احتلال الجزر والموانئ، وتحويل اليمن إلى منطقة نفوذ مغلقة تُدار من الخارج.
الثروات الطبيعية.. الهدف الاقتصادي للعدوان
يفضح السيد القائد في خطابات متعددة أحد أخطر الأبعاد: النهب الاقتصادي المنظم.
فعلى الرغم من تصوير اليمن في الخطاب الدولي كدولة فقيرة، إلا أنه يمتلك:
-
احتياطيات نفطية وغازية كبيرة.
-
معادن ومقدرات طبيعية لم يُستكشف أغلبها.
-
موقعًا بحريًا يجعل منه بوابة اقتصادية عالمية.
وتوضح الوقائع أن ما جرى في حضرموت وشبوة والمهرة لم يكن صدفة، بل يعكس مشروعًا اقتصاديًا ممنهجًا يقوم على:
-
تصدير النفط والغاز خارج مؤسسات الدولة.
-
السيطرة على حقول الإنتاج.
-
توقيع اتفاقيات غير قانونية.
-
تهريب الموارد دون أن تعود عوائدها للشعب اليمني.
ويُظهر ذلك أن الهدف الاقتصادي كان ركنًا رئيسيًا من العدوان وليس عاملًا ثانويًا.
تفكيك الدولة وإغراق اليمن في الصراعات الداخلية
يكشف السيد القائد استراتيجية واضحة للعدوان على اليمن تعتمد على:
-
تمزيق النسيج الاجتماعي.
-
تغذية الانقسامات المناطقية والمذهبية.
-
إنشاء سلطات موازية.
-
دعم فصائل مسلحة متعددة الولاءات.
-
إضعاف مؤسسات الدولة وإفشالها.
ويرى السيد أن هذا التفكيك ليس نتيجة عَرَضية للعدوان، بل جزء من خطة مدروسة تهدف إلى منع اليمن من النهوض كدولة مستقلة وموحدة.
فالفوضى التي تشهدها المناطق المحتلة ليست إلا انعكاسًا لهذه السياسة الهادفة لإبقاء اليمن في حالة ضعف دائم.
ضرب القدرات العسكرية اليمنية.. الهدف الأبرز لتحالف العدوان
وفق رؤية السيد القائد، فإن أحد أهم أهداف العدوان هو:
-
منع اليمن من امتلاك قوة عسكرية مستقلة.
-
تحييد القدرات الصاروخية والدفاعية.
-
إبقاء الجيش اليمني ضعيفًا وغير قادر على حماية السيادة الوطنية واستقلال القرار.
وفي هذا السياق تأتي العدوان والهجمات المتكررة على المنشآت الدفاعية وحتى المدنية ومحاولة فرض السيطرة الأجنبية في المياه الإقليمية والسواحل اليمنية.
ويرى السيد القائد أن الهدف النهائي هو إعادة اليمن إلى مرحلة العجز العسكري الكامل، تمهيدًا لفرض الوصاية الأجنبية.
البعد الثقافي.. حرب تستهدف هوية اليمن الإيمانية
يمثل المشروع القرآني أحد أعمدة الصمود اليمني، ولذلك استُهدف بشكل مباشر عبر:
-
حملات إعلامية تشويهية.
-
نشر الفساد الأخلاقي.
-
محاولة كسر الهوية الإيمانية لأبناء الشعب اليمني.
-
إطلاق موجات من الحرب الناعمة التي تستهدف وعي الشباب.
ويشير السيد في احد خطاباته بمناسبة المولد النبوي الشريف إلى أن الاستهداف الثقافي أشد خطرًا من القنابل، وأن الهدف هو إفساد المجتمع لضمان السيطرة عليه.
اليمن في قلب معركة إقليمية ضد مشروع “الشرق الأوسط الجديد”
يربط السيد القائد العدوان على اليمن بالمشهد الإقليمي الواسع، حيث تحاول الولايات المتحدة و”إسرائيل” إعادة رسم خريطة المنطقة بما يخدم مصالحهما.
ويؤكد السيد أن اليمن يمثل “عقبة استراتيجية” أمام هذا المشروع بسبب:
-
حضارته التاريخية.
-
وعيه الإيماني.
-
موقفه من قضايا الأمة.
-
استقلالية قراره السياسي.
-
مشروعه التحرري المقاوم.
لذلك كان الهدف من العدوان كسر إرادة الشعب اليمني، وإسقاط أي نموذج مقاوم يمكن أن ينهض في المنطقة.
حقيقة العدوان بين خطاب السيد وواقع الميدان
بعد أكثر من عشرة أعوام من العدوان على اليمن وأبناء الشعب اليمني، تتكشف الصورة كاملة:
لم يكن العدوان من أجل “شرعية”، ولا من أجل حماية الأمن الإقليمي، بل كان عدوانًا كونيًا يستهدف:
-
الموقع
-
الثروة
-
السيادة
-
الهوية
-
القوة العسكرية
-
ووعي الشعب اليمني
وكما قال السيد القائد:
هذا العدوان هو أكبر مظلومية على وجه الأرض، لكنه في المقابل كشف عن شعب صلب، سجل صفحات تاريخية من الصمود والثبات، وفرض معادلات جديدة، ووقف في مواجهة مشروع أمريكي صهيوني واسع تحطم على صخرة الإرادة اليمنية.
نقلا عن موقع 21 سبتمبر.