استنفار واسع لفصائل حلف قبائل حضرموت بعد تحركات عسكرية مفاجئة نحو معسكرات الهضبة
تشهد مناطق هضبة حضرموت منذ فجر اليوم الأربعاء توتراً غير مسبوق، عقب تحركات عسكرية وعمليات التفاف وُصفت بالخطيرة نحو مواقع ومعسكرات تابعة لفصائل “حلف قبائل حضرموت”، وسط انتشار مكثف لمسلحي تلك الفصائل في مواقع استراتيجية بالمنطقة. وأكدت مصادر قبلية أن قوات “حماية حضرموت” الموالية للسعودية، بقيادة عمرو بن حبريش العليي، أعلنت حالة استنفار عسكري كامل في مناطق غيل بن يمين، مع وصول تعزيزات قبلية مسلحة تدعم انتشارها.
ويأتي هذا التصعيد رداً على تحركات لفصائل “الدعم الأمني” الممولة من الإمارات، التي نفذت خلال الأيام الماضية مناورة التفافية باتجاه معقل “حلف القبائل” في الهضبة، بعد سيطرتها الشهر الماضي على مدينة الحامي الساحلية التابعة لمديرية الشحر. وأشارت المصادر إلى أن القوات المدعومة من الإمارات، والتي نُقلت من عدن إلى حضرموت في يونيو الماضي، دفعت بتعزيزات ضخمة نحو العمق القبلي، ما فُهم كمحاولة لتوسيع نفوذها داخل المناطق النفطية الواقعة تحت سيطرة الفصائل الموالية للسعودية.
التوتر المتصاعد بين الفصائل المدعومة من البلدين الخليجيين يهدد بتحول المواجهات إلى صراع مباشر على الحقول النفطية والمواقع الاستراتيجية في الهضبة، خصوصاً مع استمرار تدفق المسلحين القبليين بأسلحة ثقيلة ومتوسطة. وتعود جذور الأزمة إلى إعلان “حلف قبائل حضرموت” في أبريل الماضي ما يسمى “الحكم الذاتي”، وتأسيس عشرة ألوية عسكرية بتمويل سعودي، أُعلن عن ثلاثة منها خلال الأشهر الأخيرة.
وكانت السعودية قد أرسلت خلال أكتوبر الفائت تعزيزات عسكرية ضخمة تضم أكثر من 200 آلية مدرعة ومصفحة لدعم فصائلها في حضرموت، بقيادة بن حبريش الذي نصّب نفسه قائداً أعلى لقوات “حماية حضرموت”.
ويأتي هذا التصعيد في ظل غياب واضح لما يسمى “مجلس القيادة” والحكومة الموالية للتحالف، ما يعكس حالة فراغ أمني وإداري متفاقمة في المحافظة. وتزامن ذلك مع اختطاف “النخبة الحضرمية” 32 شخصاً من نقطة الرماض في مديرية ساه، بينهم قائد النقطة راشد التريكي الجابري، عقب اعتراضهم ناقلات وقود مخصصة لمحطات كهرباء الساحل.