شبكة الظلال… المحكمة تكشف خيوط تجسّس خطيرة قادت لاستهداف مواقع مدنية في اليمن


في صنعاء، وتحت إجراءات أمنية مشدّدة، شهدت المحكمة الجزائية المتخصصة جلستين متتاليتين تم خلالهما استعراض واحدة من أكبر القضايا المرتبطة بالتخابر لصالح دول العدوان، ضمن شبكة تجسسية قالت السلطات إنها تعمل من داخل غرفة عمليات مشتركة بين المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي والمخابرات السعودية، وتتخذ من الأراضي السعودية مقراً لها. ترأس الجلسة الأولى القاضي يحيى المنصور بحضور فريق النيابة المكوّن من القضاة عبدالله زهرة وصارم الدين مفضل وخالد عمر، بينما ترأس القاضي ربيع الزبير الجلسة الثانية بمشاركة عضو النيابة نصر القاسمي، حيث تم الكشف عن قوائم موسّعة من أدلة الإثبات.

القوائم التي عُرضت أمام المحكمة شملت اعترافات وُصفت بالمفصّلة للمتهمين حول طبيعة الجرائم المنسوبة إليهم، إضافة إلى معدات اتصالات سرّية ووسائل نقل خاصة قيل إنها استُخدمت في تنفيذ مهامهم، إلى جانب مبالغ مالية بالعملات الأجنبية وسبائك ذهبية ورد أنها كانت تُصرف لهم مقابل المعلومات التي يقدّمونها. كما كشفت الأدلة عن محتوى مراسلات مباشرة بينهم وبين ضبّاط مخابرات سعوديين وأجانب، إضافة إلى الإحداثيات والمواقع التي رُفعت للعدو قبل أن تتعرض لهجمات أسفرت عن سقوط ضحايا وتدمير منشآت مدنية خلال عامي 2024 و2025.

وخلال الجلسات، استمعت المحكمة إلى مرافعات الدفاع وردود النيابة عليها، إضافة إلى طلبات محامي المتهمين للاطلاع الكامل على الملفات وتقديم دفوع إضافية في الجلسات القادمة. من جانبها، طالبت النيابة العامة بتطبيق أقسى العقوبات، وعلى رأسها الإعدام، بحق 21 متهماً موزّعين على تسع خلايا تجسسية، مؤكدة أن ما نُسب إليهم من أفعال ألحق ضرراً بالغاً بالمصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية للبلاد، وتسبب في مقتل العشرات من المدنيين.