حماس تُصعّد خطابها وتطالب الوسطاء بكبح خروقات الاحتلال وضمان صمود اتفاق وقف النار
في تصعيد سياسي لافت، وجّهت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” نداءً جديداً للوسطاء والضامنين لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مطالبة إياهم بالتحرك الفوري لإجبار الاحتلال على وقف خروقاته اليومية التي تهدد بنسف التفاهمات القائمة. وأكدت الحركة، في بيان مطوّل صدر من الدوحة، أن المقاومة التزمت نصاً وروحاً بكل ما ورد في اتفاق شرم الشيخ، بدءاً من تسليم الأسرى الأحياء خلال الساعات الأولى من التنفيذ، مروراً بالبحث المكثّف عن جثامين الجنود رغم التعقيدات الهائلة على الأرض، وصولاً إلى التعاون المستمر مع الوسطاء والصليب الأحمر في توفير الإحداثيات والمعلومات الدقيقة.
البيان اتهم الاحتلال بانتهاكات واسعة منذ اللحظة الأولى لدخول الاتفاق حيز التنفيذ، مشيراً إلى أن القصف وإطلاق النار المتعمد أسفرا عن استشهاد 271 فلسطينياً وإصابة 622 آخرين، غالبيتهم الساحقة من المدنيين، بينهم أطفال ونساء وكبار سن، في مشهد يعكس استمرار نهج الاستهداف الممنهج للسكان العزل. كما أوضح أن القوات الإسرائيلية واصلت عمليات الاعتقال وأسر الصيادين والسكان قرب الخط الأصفر، إلى جانب توسيع سيطرتها الميدانية وتجاوز خطوط الانسحاب المتفق عليها، ووضع حواجز إسمنتية داخل حدود القطاع، وهو ما يمثّل خرقاً مباشراً للترتيبات المؤقتة.
وأشار البيان إلى أن الاحتلال عمد إلى تقييد دخول المساعدات الإنسانية وإفراغ الاتفاق من جوهره، إذ لم تتجاوز الشاحنات الإنسانية 40 في المئة من الكميات المفترض إدخالها يومياً، كما جرى خنق عمل الأونروا ومنعها من مباشرة دورها الإغاثي على الرغم من تراكم آلاف الشحنات الحيوية. ولفتت الحركة إلى أن الاحتلال يحول دون إدخال الوقود والغاز والمواد الغذائية الأساسية والخيام ومستلزمات الإيواء، ما أبقى القطاع في دوامة شلل شبه كامل يعمق الكارثة الإنسانية.
وتوقفت الحركة عند استمرار إغلاق معبر رفح رغم الاتفاق على تشغيله في الاتجاهين، وذكرت أن آلاف المرضى والطلاب والعالقين يُتركون تحت ضغط الانتظار القاسي، في حين تمنع سلطات الاحتلال دخول المعدات اللازمة لإزالة الركام وتشغيل محطات الكهرباء والمياه والمستشفيات، ما يعرقل أي محاولة أولية لإعادة إعمار البنية التحتية المنهارة. كما تحدثت عن عمليات التمثيل بجثامين الشهداء وتسليم جثث مشوّهة أو مسحوقة، معتبرة ذلك جرائم حرب موثقة، إلى جانب التلاعب المستمر بكشوف المعتقلين، وغياب مصير أكثر من 1,800 مفقود في غزة حتى الآن.
وبينما جدّدت “حماس” التزامها الكامل بالاتفاق، حمّلت الاحتلال المسؤولية عن إصراره على التصعيد وإفشال جهود تثبيت وقف إطلاق النار، داعية الوسطاء والدول والمنظمات الدولية إلى التدخل العاجل لإلزامه بالانسحاب وفق الخط المؤقت، ووقف القتل اليومي، وضمان تدفق المساعدات والوقود، وتفعيل عمل الأونروا بلا قيود، وفتح معبري رفح وزيكيم، والسماح بدخول الخيام والمعدات الثقيلة، إضافة إلى الكشف الكامل عن أسماء المعتقلين والمفقودين والسماح للبعثات الإنسانية بالعمل بحرية في القطاع. وختمت الحركة بدعوة العالم إلى تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية ووقف تعمّق المأساة التي يعيشها الفلسطينيون تحت الحصار والعدوان المستمر.