أطباء يحذرون: تجنب القهوة مع هذه الأدوية الشائعة لتفادي مخاطر التفاعلات


على الرغم من أن فنجان القهوة الصباحي يبدو عادة بريئًا ولا غنى عنه لدى الملايين حول العالم، إلا أن الأطباء يحذرون من أن الكافيين الموجود فيها قد يتداخل مع فاعلية عدد من الأدوية الشائعة، بل وقد يضاعف من آثارها الجانبية. فالقهوة، بحسب خبراء الصيدلة، ليست مجرد مشروب منبه، بل مركب كيميائي فعّال قادر على التأثير في امتصاص الأدوية واستقلابها داخل الجسم.

توضح الدراسات أن الكافيين يسرّع حركة الأمعاء، مما يقلل الوقت المتاح لامتصاص الدواء في الجهاز الهضمي، وبالتالي يضعف تأثيره. هذا التأثير يظهر بوضوح مع أدوية الغدة الدرقية مثل ليفوثيروكسين، إذ قد يقل امتصاصها بنسبة تصل إلى 50% عند شرب القهوة خلال فترة قريبة من تناول الدواء. لذلك، يُنصح المرضى بالانتظار بين 30 إلى 60 دقيقة بعد تناول العلاج قبل احتساء القهوة. الأمر نفسه ينطبق على أدوية هشاشة العظام (البيسفوسفونات) التي تتطلب معدة فارغة ومهلة زمنية قبل شرب أي مشروب أو تناول الطعام.

أما أدوية الزكام والإنفلونزا التي تحتوي على “سودوإيفيدرين”، فقد يؤدي تناولها مع القهوة إلى مضاعفة التأثيرات المنبهة، مما يسبب رعشة وتسارع ضربات القلب والأرق، في حين يحذر الأطباء من الجمع بين الكافيين وأدوية الربو أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، مثل “الثيوفيلين” أو “الأمفيتامينات”، نظراً لاحتمال زيادة الخفقان والتوتر.

كما تتفاعل القهوة مع مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان. فالكافيين يتنافس مع بعض هذه الأدوية على الإنزيم المسؤول عن تفكيكها في الكبد، مما قد يؤدي إلى بطء استقلابها وارتفاع نسبها في الدم. وتشير دراسات إلى أن شرب كوبين أو ثلاثة من القهوة قد يرفع مستوى دواء “الكلوزابين” المضاد للذهان بنسبة تقارب 97%، ما قد يسبب النعاس أو الارتباك أو مضاعفات أشد خطورة.

حتى مسكنات الألم مثل الأسبرين والباراسيتامول، التي تحتوي أحياناً على كافيين مضاف، قد تتأثر عند تناولها مع القهوة، حيث يزداد خطر تهيج المعدة أو النزف نتيجة تزايد الحموضة وتسارع الامتصاص. كذلك قد يعوق الكافيين مفعول بعض أدوية القلب وضغط الدم، إذ يرفع الضغط مؤقتاً ويسرّع ضربات القلب، ما يستدعي مراقبة التأثير وتقليل الكمية المستهلكة.

وينصح الخبراء بتناول الأدوية مع الماء فقط، وتأجيل القهوة إلى ما بعد نصف ساعة على الأقل، ومراجعة الطبيب أو الصيدلي عند ملاحظة أي تغير في فعالية الدواء أو ظهور أعراض جانبية غير معتادة. فالتوعية بهذه التفاعلات البسيطة قد تجنّب المرضى مضاعفات صحية غير متوقعة، وتضمن الاستفادة القصوى من العلاج دون التخلي عن متعة القهوة اليومية.