الشهادة الزهرة الفواحة في ميدان الكرامة


سعاد الشامي

في ميادين العزة والكرامة، تتفتح زهرة لا تذبل يعبق شذاها في أرجاء الوطن؛ إنها زهرة الشهادة التي تنبت في قلوب الأحرار وتزهر على دماء الأبطال.
ليست الشهادة موتًا يقول الله سبحانه وتعالى ( وَلَا تَقُولُوا لِـمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ) بل هي ولادة جديدة في علياء الخلود، وتاج شرف يزدان به جبين الأمة.
إنها الزهرة التي كلما حاول الأعداء اقتلاعها، نبتت من جديد بألف لون ولون ونمت في حشاشة قلوبًا أخلصت لله وصدقت بعهودها له، فعرفت أن طريق الكرامة لا يُعبد إلا بالتضحيات، فحين يتراجع الناس خوفًا على دنياهم، يتقدم الشهيد بخطوات واثقة نحو الآخرة، ليكتب بدمه عنوان المجد ويترك خلفه عبير الفخر للأجيال القادمة.

في ميدان الكرامة، تزهر الشهادة على وجنات الأمهات الصابرات، وفي دموع الزوجات الطاهرات، وفي نظرات الأبناء الذين يفخرون أن آباءهم لم يحيوا أذلّاء، بل ارتقوا أعزاء ،فكل شهيد هو قصة بطولة لا تموت، وهو صوت ينادي الأمة أن لا تساوم على حريتها ولا تخضع لظلم أو طغيان، فالشهادة ماكنت يومًا نهاية حياة ؛ بل امتداد رسالة يورثها الشهداء لمن خلفهم ليكملوا المسير على درب النور، وما من دم طاهر سال في سبيل الله إلا وكان نبع حياة للأمة، يحيي فيها روح المقاومة والثبات، ويعيدها إلى جوهر عزتها الإيمانية والإنسانية.