تحرك أمريكي يثير القلق: مشرعون في الكونغرس يدعمون خطة لإخضاع المسجد الأقصى للسيادة الإسرائيلية
كشفت صحيفة “ميدل إيست مونيتور” البريطانية عن مبادرة أمريكية وُصفت بأنها “الأخطر منذ عقود”، يقودها عدد من المشرعين الجمهوريين الموالين للكيان الإسرائيلي، تهدف إلى تغيير الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى في القدس المحتلة، بما يتيح للاحتلال فرض سيادته الكاملة على الحرم الشريف.
ووفق التقرير، تتزعم النائبة الجمهورية كلوديا تيني وزميلها كلاي هيغينز هذا التحرك المدعوم من المنظمة الصهيونية الأمريكية ومؤسسة حقيقة الشرق الأوسط، وهما جهتان مرتبطتان مباشرة برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو. وينص مشروع القرار على مطالبة مجلس النواب الأمريكي بالاعتراف بـ “حق الشعب اليهودي غير القابل للتصرف” في الوصول إلى الأقصى وإقامة الصلاة داخله، بزعم حماية “الحرية الدينية”.
المبادرة تتضمن أيضًا تأكيد اعتراف الولايات المتحدة بالقدس “عاصمة موحدة لإسرائيل”، ووصف المسجد الأقصى – الذي يطلق عليه الاحتلال اسم جبل الهيكل – بأنه “أقدس المواقع اليهودية”، في تجاهل صارخ لقدسيته الإسلامية والمسيحية. كما يدّعي المشروع أن المسلمين يتمتعون بامتيازات أكبر في الوصول إلى الحرم، في حين يُمنع غير المسلمين من دخوله في أوقات معينة، وهو ما اعتبرته الصحيفة محاولة لتبرير اقتسام الأقصى زمانياً ومكانياً.
وحذر محللون سياسيون من أن هذا التحرك لا يستهدف المساواة الدينية كما يروّج أصحابه، بل يسعى فعلياً إلى إلغاء اتفاقية وادي عربة الموقعة عام 1994 بين الأردن والاحتلال، والتي نصت على الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى وأكدت الوضع القائم فيه.
ويرى المراقبون أن المشروع الجديد يمثل خطوة غير مسبوقة نحو شرعنة السيطرة الإسرائيلية على كامل القدس، وقد يؤدي إلى تفجير موجة غضب إسلامية ودولية واسعة إذا مضى الكونغرس في مناقشته أو إقراره، خصوصاً في ظل تنامي الدعم الأمريكي غير المحدود لسياسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة.