فضيحة جديدة تهزّ حكومة الفنادق.. الخائن معمر الإرياني ينهب 500 مليون ريال شهريًا
فضيحة جديدة تهزّ حكومة الفنادق.. الخائن معمر الإرياني ينهب 500 مليون ريال شهريًا
في وقتٍ يعيش فيه أبناء المحافظات المحتلة أسوأ الظروف الاقتصادية والإنسانية، ويغرق المواطن في أزمات الكهرباء والمياه والوقود وانعدام المرتبات، تواصل قيادات الارتزاق نهب المال العام في مشاهد مخزية تكشف حجم الانحطاط الأخلاقي والوطني الذي وصلت إليه أدوات العدوان.
أحدث الفضائح جاءت من قلب حكومة الفنادق، حيث كشفت مصادر مطلعة عن تورط ما يسمى بـ”وزير الإعلام والسياحة والثقافة” المرتزق معمر الإرياني في عملية نهب واختلاس واسعة، بلغت نحو 500 مليون ريال شهريًا، تُسحب بطرق ملتوية من صندوق الترويج السياحي.
16 دولارًا على كل تذكرة.. سرقة مقنّنة باسم السياحة
ووفقًا للمصادر، فإن الخائن الإرياني فرض على الخطوط الجوية اليمنية مبلغ 16 دولارًا عن كل تذكرة طيران تُباع تحت ذريعة “دعم صندوق الترويج السياحي”، غير أن تلك الأموال لا تصل إلى الصندوق، بل تُحوّل مباشرة إلى حسابه الشخصي في أحد البنوك الأجنبية، في واحدة من أوقح صور الفساد التي تشهدها حكومة العملاء.
وبحسب التقديرات، فإن مجموع ما يجنيه شهريًا من هذا المخطط يصل إلى نصف مليار ريال، في حين يعيش موظفو الدولة في المحافظات المحتلة تحت خط الفقر ولا يجدون قوت يومهم.
فساد ممنهج برعاية الاحتلال السعودي الإماراتي
هذه الجريمة المالية ليست سوى نموذج مصغّر من منظومة فساد واسعة يديرها ما يسمى “مجلس القيادة الرئاسي” وحكومة الفنادق التي أنشأها العدوان لإدارة المناطق المحتلة. فالمحتل السعودي والإماراتي منح المرتزقة صلاحيات النهب مقابل الولاء، فيما تُنهب موارد البلاد علنًا وتُحوّل إلى حسابات شخصية في الرياض والقاهرة وعمان وباريس.
ويأتي تورط الإرياني في هذا الفساد امتدادًا لملفاته السوداء، كونه أحد الوجوه الإعلامية الأبرز للعدوان، الذي لم يتورع عن تبرير المجازر بحق الشعب اليمني وتضليل الرأي العام خدمةً لأسياده في واشنطن والرياض وأبو ظبي.
فضيحة أخلاقية تلاحقه منذ سنوات
ليست هذه المرة الأولى التي يُذكر فيها اسم الإرياني في سياق الفضائح، إذ سبق أن تصدّر عناوين الصحف عام 2021 بعد انكشاف علاقته المشبوهة بالراقصة المصرية صافينار، التي أكدت تلقيها هدايا باهظة من الوزير المرتزق بينها فلل فاخرة في القاهرة وباريس، قبل أن ترفض الارتباط به.
ذلك الاعتراف فضح الوجه الحقيقي لهذا العميل، ووضع ما تسمى “السفارة اليمنية” في القاهرة في موقف محرج بعد أن حاولت نفي الخبر لتلميع صورته، لكن الإرياني التزم الصمت، ليؤكد بنفسه حقيقة تلك الفضيحة.
احتجاجات شعبية ضد الفساد في عدن
تزامن الكشف عن هذه القضية مع اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية في عدن وعدد من المحافظات الجنوبية المحتلة، رفضًا لسياسات النهب والإثراء غير المشروع التي يمارسها المرتزقة.
المواطنون خرجوا إلى الشوارع للتنديد بحكومة الفنادق التي باتت عنوانًا للفشل والفساد، فيما تزداد حياة الناس قسوة وسط انقطاع الكهرباء وانعدام الوقود وغياب الخدمات الأساسية.
وتؤكد هذه التطورات أن أبناء الجنوب باتوا أكثر وعيًا بحقيقة من يحكمهم، وأن الخونة الذين باعوا الوطن لقاء المال باتوا مكشوفين أمام الشعب والعالم.
الإرياني.. من “وزير للإعلام” إلى تاجر بالوطن وسمعته
لم يكن الخائن معمر الإرياني مجرد وزيرٍ فاسدٍ داخل ما تسمى “حكومة الفنادق”، بل نموذجاً صارخاً لانحطاط مرتزقة العدوان الذين جمعوا بين العمالة والانحلال الأخلاقي.
ففضيحة ارتباطه بالراقصة المصرية الأرمنية صافينار، والتي تصدّرت عناوين الصحف عام 2021 بعد انكشاف علاقته المشبوهة بها، والتي كشفت عن محاولاته استمالتها عبر هدايا فاخرة من فللٍ في القاهرة وباريس، أكدت أن الرجل الذي يزعم تمثيل “اليمن” في الخارج لم يكن سوى واجهةٍ للابتذال والانحراف.
وبينما كان الشعب اليمني يعاني من الحصار والعدوان، كان الإرياني يبدد الملايين في مغامراته الشخصية ويورّط السفارات التابعة لحكومة المرتزقة في فضائح مدوية، كشفت حجم الانحطاط الذي وصل إليه مسؤولو حكومة الفنادق.. فقد وجدت السفارة اليمنية في القاهرة نفسها مضطرةً لنفي أنباء خلع الإرياني للراقصة، في محاولة بائسة للتستر على فضيحةٍ هزت أوساط المرتزقة، لكنها أكدت في النهاية أن لا فرق بين فسادهم المالي وفسادهم الأخلاقي.
تاجر الفساد والانحطاط
منذ تعيينه في حكومة الفنادق، تحوّل معمر الإرياني من مجرد متحدث باسم العدوان إلى رمز للفساد والانحطاط السياسي. استخدم منصبه كغطاء لسرقة المال العام وتضليل الإعلام الخارجي، مكرسًا خطاب العمالة والخيانة في كل ظهور له.
فبينما يتحدث في وسائل الإعلام عن “السلام” و”الأمن والاستقرار”، يعيش في أبراج فاخرة ويتنقّل بين العواصم تحت حماية المخابرات السعودية، تاركًا أبناء وطنه في الجوع والحرمان.
خيانة الوطن لا تغتفر
فضيحة الإرياني ليست حادثة معزولة، بل حلقة في سلسلة خيانات متراكمة ارتكبها المرتزقة الذين باعوا شرفهم ووطنهم مقابل حفنة من الدولارات.
هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، والشعب اليمني الذي صمد بوجه العدوان كل هذه السنوات يعرف جيدًا من يقف في صف الوطن ومن ارتمى في أحضان الغزاة.
سيأتي اليوم الذي يُحاسَب فيه كل خائن ومرتزق على ما اقترفه من نهب وخيانة، لأن اليمن الحرّ لا يقبل الدنس ولا ينسى من باع ترابه للعدو بثمن بخس.