تصعيد غير مسبوق في حضرموت… قيادي موالٍ للإمارات يتحدى السعودية من قلب معسكر الخشعة

كشفت تطورات ميدانية متسارعة في شرق اليمن عن تصدّع واضح داخل معسكر التحالف، بعد ظهور قيادي بارز في القوات الموالية للإمارات موجهاً رسالة تحدٍ مباشرة للفصائل المدعومة سعودياً من داخل معسكر الخشعة في منطقة العبر الحدودية بمحافظة حضرموت. المشهد، الذي وثّقه تسجيل مصوّر متداول على نطاق واسع، عكس حجم الاحتقان والصراع الخفي الذي خرج إلى العلن بين الرياض وأبوظبي عبر أدواتهما المحلية.
وفي التسجيل، أعلن مختار النوبي، قائد ما يسمى بـ«اللواء الخامس دعم وإسناد» الموالي للإمارات، تمسك قواته بالبقاء داخل المعسكر، مؤكداً أنهم لن يغادروه «إلا جثثاً هامدة»، في رسالة صريحة لفصائل «درع الوطن» التابعة للسعودية، التي تسعى لاستلام الموقع. النوبي شدد على أن قوات المجلس الانتقالي المتمركزة في الخشعة ثابتة في مواقعها، رافضاً أي تهديدات أو ضغوط، ومعتبراً خصومه امتداداً لما وصفه بجماعات «الإخوان».
واعتبر القيادي الموالي للإمارات أن السيطرة على معسكرات ومواقع «المنطقة العسكرية الأولى» التابعة للإصلاح في وادي وصحراء حضرموت تمثل «انتصاراً تاريخياً» تحقق مطلع ديسمبر الجاري، متزامناً مع اليوم الوطني للإمارات، في إشارة حملت دلالات سياسية تتجاوز البعد العسكري. وجاء هذا الظهور بعد أنباء عن انسحابات وتحركات ميدانية، أبرزها انسحاب قوات «العمالقة» الموالية لأبوظبي من نقاط على طريق العبر، وتسليمها لقوات «درع الوطن»، بالتزامن مع طلعات جوية للطيران الحربي السعودي وخرق حاجز الصوت فوق مديريات وادي حضرموت.
وفي تطور لافت، بثّت وسائل إعلام تابعة للمجلس الانتقالي مقاطع مصوّرة من داخل معسكر الخشعة، كشفت عن وجود خمس محطات لتكرير النفط الخام مخبأة داخله، في ما وُصف بـ«الفضيحة غير المسبوقة». واعتبر ناشطون جنوبيون أن هذه المشاهد تشكل دليلاً على عمليات نهب منظم للثروة النفطية، جرى توظيفها لصالح قوى عسكرية وحزبية مرتبطة بحزب الإصلاح.
ومع اتساع رقعة السيطرة للقوات الموالية للإمارات في وادي وصحراء حضرموت وصولاً إلى مشارف منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية، تحولت المنطقة إلى ساحة صراع مفتوحة بين أبوظبي والرياض، وسط عجز الأخيرة عن فرض عودة تلك الفصائل إلى مواقعها السابقة في عدن والضالع ولحج. ويرى مراقبون أن هذه التحركات أسهمت في إعادة رسم خارطة النفوذ في المحافظات الشرقية الغنية بالثروات، بما يخدم أجندات إقليمية أوسع، ويعزز مساعي تشكيل تحالفات جديدة في جنوب اليمن، في سياق سياسي معقّد يتجاوز حدود الصراع المحلي.