الفرق بين الخرف والنسيان الطبيعي: متى يصبح ضعف الذاكرة مقلقاً؟


يخلط كثير من الناس بين النسيان العابر الذي قد يصيب أي شخص، وبين الخرف المرتبط باضطرابات الدماغ وتدهور القدرات العقلية. غير أن الأطباء يؤكدون وجود فارق جوهري بينهما، إذ يُعد النسيان الطبيعي أمراً شائعاً وغير مقلق، بينما يرتبط الخرف بتراجع حاد في الذاكرة والسلوك والإدراك.

فنسيان موعد الطبيب أو البحث عن المفاتيح أو التأخر في تناول الدواء هي مواقف عادية لا تشير إلى مرض، بل تنتج غالباً عن الإجهاد أو قلة النوم أو ضغوط العمل. أما في حالات الخرف، فإن فقدان الذاكرة يترافق مع تدهور واضح في التفكير والقدرة على أداء الأنشطة اليومية.

التغيرات الطبيعية مع التقدم في السن

يشير مختصو طب الشيخوخة إلى أن التقدم في العمر يؤدي إلى تغيرات طبيعية في الدماغ تؤثر على سرعة التذكر، لكنها لا تمحو المهارات المكتسبة أو تمنع الشخص من أداء مهامه المعتادة.
وبحسب موقع “مجتمع ألزهايمر” الكندي، فإن 40% من الأشخاص بعد سن 65 قد يواجهون ضعفاً بسيطاً في الذاكرة، إلا أن ذلك لا يعني الإصابة بالخرف ما لم يؤثر على الاستقلالية في الحياة اليومية.

الخرف وأعراضه

الخرف هو مجموعة من الاضطرابات التي تصيب الدماغ، أبرزها ألزهايمر الذي يمثل من 60 إلى 80% من الحالات، إضافة إلى أنواع أخرى مثل الخرف الوعائي، وخرف أجسام ليوي، وخرف باركنسون.
ويظهر عادة بعد سن 65، لكن بعض الحالات قد تبدأ في عمر مبكر فيما يسمى بـ”الخرف المبكر”.
وتشمل أعراضه الارتباك، وتكرار الأسئلة، وصعوبة التواصل، وتغيرات في الشخصية والسلوك.

وتقدّر منظمة الصحة العالمية أن ما بين 5% و8% من الأشخاص فوق سن 60 يصابون بأحد أنواع الخرف. ويشدد الأطباء على أن النسيان العرضي لا يستدعي القلق ما لم يتطور إلى تراجع مستمر يؤثر في الحياة اليومية والعلاقات الاجتماعية.