الجنوب يثور.. عدن وبركان الغضب الشعبي ضد الاحتلال الجديد


تعيش مدينة عدن وبقية المحافظات الجنوبية على صفيح ساخن، حيث يتصاعد الغضب الشعبي العارم ضد أدوات الاحتلال الجديد، بعد عقد كامل من الفقر المدقع، الانقطاع المتواصل للكهرباء، والوعود الزائفة التي حولت الجنوب إلى كارثة إنسانية.

وخلال العشر سنوات الماضية، لم تترك طائرات التحالف بقيادة السعودية والإمارات حجرًا على حجر في البنية التحتية للمحافظات الجنوبية، فيما أعادت السعودية عبر ما يُعرف بـ”مجلس القيادة” إعادة تدوير النخب الفاسدة والسيطرة على الإيرادات العامة، لتصبح المحافظات الجنوبية رهينة لإدارة الخارج ومرتعًا للنفوذ الأجنبي من واشنطن ولندن و”تل أبيب”.

وقد أدت هذه السياسات إلى تدمير النسيج الاجتماعي وتقسيم الجنوب إلى كانتونات صغيرة متناحرة، فيما يعاني المواطن من انقطاع الكهرباء، توقف المرتبات، وارتفاع الأسعار، وسط شوارع تغرق في مياه الصرف، أطفال يتسولون، ونساء تبحث عن لقمة العيش في القمامة.

ويشكل الذكرى الـ 62 لثورة 14 أكتوبر هذا العام جرس إنذار لقوى الاحتلال وأدواته المحلية، لتأكيد أن زمن الخداع قد ولّى، وأن أبناء الجنوب قادرون على كسر القيود الإقليمية والدولية، واستعادة حقوقهم وكرامتهم.

وتبرز الدعوات المحلية اليوم لإصلاح المسار والتخلص من الأدوات الموالية للتحالف، التي لم تقدم سوى الدمار والفساد، ليصبح وعي الشارع الجنوبي هو السلاح الأقوى لمواجهة مشاريع التفتيت، قبل أن تنزلق المحافظات الجنوبية إلى المجهول.