طوفان الأقصى.. عامان من الصمود الأسطوري والانتصار الإلهي لمحور المقاومة


عامان من الطوفان.. عامان من المجد واليقين، سجّل فيهما الشعب الفلسطيني والمقاومة في غزة ومعهما محور المقاومة أروع ملاحم الثبات في وجه أعتى عدوان صهيوني أمريكي عرفه التاريخ الحديث.

منذ السابع من أكتوبر 2023، انطلقت معركة طوفان الأقصى لتغيّر وجه المنطقة، وتعيد للأمة بوصلة العزّة والتحرير، وتؤكد أن القدس لا يحررها إلا المجاهدون المؤمنون، لا المؤتمرات ولا صفقات التطبيع.

صمود يتحدى النار والحصار

على مدى عامين متواصلين من القصف والحصار والدمار، شنّ العدو الصهيوني أعتى حملاته لإخضاع غزة وكسر شوكة المقاومة، مستخدمًا كل أدوات الإبادة والقتل الجماعي. ومع ذلك، تهاوت رهاناته أمام إرادةٍ مؤمنةٍ صلبةٍ لا تعرف الانكسار.

تحوّلت غزة إلى مدرسةٍ في الصمود، تُعلّم الأحرار معنى الثبات، وتُحوِّل الركام إلى معاقل، والدماء إلى راياتٍ للنصر،  ومع مرور الوقت، لم يجنِ العدو سوى الفشل والانهاك، فيما كانت المقاومة تزداد قوةً وتنظيمًا، وتفرض معادلاتٍ جديدة على الميدان والسياسة معًا، لتؤكد أن القرار بيدها، وأن زمن الهزائم ولى إلى غير رجعة.

اليمن.. قلبٌ لا يهدأ وجبهةٌ لا تُقهر

في قلب محور المقاومة، اليمن حاضرًا كعادته في طليعة الأحرار، فترجم موقفه الثابت من فلسطين إلى موقفٍ عمليٍّ في الميدان، من البحر الأحمر انطلقت عمليات القوات المسلحة لتُعلن أن القدس جزء من معركتنا، وأن من يحاصر غزة سيُحاصر في البحر والبر والجو.

فرضت عمليات اليمن واقعًا جديدًا على الكيان، أغلقت موانئه وقطعت شرايين تجارته، لتُصيب اقتصاده بالشلل وتُربك حسابات واشنطن ولندن وتل أبيب معًا.

ولم يكن ذلك الموقف الميداني سوى امتدادٍ لوعيٍ قرآنيٍّ أصيل، أكّده قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، بأن اليمن في موقع المسؤولية الإيمانية تجاه فلسطين، وأن النصر وعد إلهي للأحرار المجاهدين.

لبنان والعراق وإيران.. وحدة الميدان ووعد التحرير

وفي جبهة الشمال، حمل حزب الله راية الوفاء وأوقد نار الإسناد من الجنوب اللبناني، ليثبت أن جبهة واحدة تمتد من صنعاء إلى بيروت.

وفي العراق، كانت فصائل المقاومة على الموعد، تضرب القواعد الأمريكية وتؤكد أن العدوان على غزة هو عدوان على كل الأمة، أما الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فكانت ولا تزال الركيزة الاستراتيجية للمقاومة، تمدّها بالدعم السياسي والعسكري والروحي، وتؤكد أن تحرير فلسطين خيار لا رجعة عنه.

الطوفان.. معركة وعي وهوية

لم يكن “طوفان الأقصى” مجرد معركة عسكرية، بل ثورة وعي كبرى أعادت للأمة ثقتها بذاتها، وفضحت زيف القوى الكبرى التي تتغنى بحقوق الإنسان وهي تبرر جرائم العدو.

من صنعاء إلى بغداد وطهران وبيروت، خرجت الملايين تهتف لفلسطين، تؤكد أن الأمة ما زالت حيّة وأن دماء الشهداء تصنع وعياً جديداً وجيلاً حراً لا يعرف الخضوع.

عامان من الطوفان.. وعد النصر يقترب

اليوم، وبعد عامين من الصمود والمواجهة، تقف المقاومة شامخة، تفرض شروطها، وتكتب بدمائها عهدًا جديدًا عنوانه: لا هدنة إلا بعزّة، ولا سلام إلا بتحرير، ولا مفاوضات إلا من موقع القوة.

لقد انكسر الردع الصهيوني، وارتبك المشروع الأمريكي، وتحوّل الطوفان من عملية إلى منهجٍ ثوريٍّ يغيّر وجه الأمة ويعيد للقدس مكانتها في قلب الوعي العربي والإسلامي.

عامان من النار والإيمان.. عامان من الطوفان الذي أعاد رسم خارطة الصراع، وفتح للأمة طريقها نحو النصر الكبير.

 

موقع 21 سبتمبر الاخباري.