صوت الأحرار من هافانا: كوبا تفضح الإجرام الصهيوني وتطالب بالحرية لأسطول الصمود


في موقفٍ جديد يُعبّر عن انحياز واضحٍ للحق الفلسطيني ورفضٍ للهيمنة الأمريكية والصهيونية، أدانت كوبا بشدة جريمة استهداف “أسطول الصمود العالمي” من قبل العدو الإسرائيلي، وطالبت بالإفراج الفوري عن النشطاء المحتجزين تعسفاً، مؤكدة أن استمرار الصمت الدولي أمام هذه الانتهاكات يشكّل تواطؤاً مباشراً مع الاحتلال وجرائمه المتكررة ضد الإنسانية.

موقف مبدئي يعري الصهاينة ويكشف صمت العالم

في بيانٍ واضح اللهجة، قال وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز بارييا إن بلاده تطالب بالإفراج الفوري عن أعضاء “أسطول الصمود العالمي” الذين لا يزالون محتجزين بطريقة غير قانونية من قبل الكيان الصهيوني، في ظروفٍ مروعة تُنتهك فيها أبسط حقوق الإنسان.
وأضاف بارييا في تدوينة على منصة “إكس” أن النشطاء يتعرضون لعقوباتٍ مهينة وتعذيبٍ نفسيٍّ وجسديٍّ متواصل، في انتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي الإنساني، مشيراً إلى أن الصمت الدولي المخزي يشجع العدو على مواصلة سياسته العدوانية دون رادع أو مساءلة.


العدو الصهيوني يرتكب جريمة ضد الإنسانية

وكانت قوات العدو الإسرائيلي قد اعترضت، يومي الأربعاء والخميس الماضيين، أسطول الصمود العالمي أثناء إبحاره نحو قطاع غزة المحاصر، واعتقلت مئات النشطاء من أكثر من 40 دولة كانوا على متن السفن التي حملت مواد إغاثية ومساعدات إنسانية لشعب غزة الذي يرزح تحت حصارٍ خانقٍ منذ نحو عقدين.
وأفادت مصادر دولية أن الاحتلال تعامل مع المتضامنين بعنفٍ مفرط، حيث استخدم الزوارق الحربية والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية لشلّ حركتهم، قبل اقتيادهم إلى موانئ الاحتلال واحتجازهم في ظروفٍ قاسية ومهينة.

هذه الجريمة ـ وفق مراقبين ـ تشكّل انتهاكاً سافراً لحرية الملاحة الدولية، واعتداءً على متضامنين مدنيين يُمثلون صوت الضمير الإنساني العالمي، وفضيحة قانونية جديدة تُضاف إلى سجل الكيان الصهيوني الملطّخ بالدماء.


كوبا: دعم ثابت لفلسطين ومناهضة للهيمنة الأمريكية

ويأتي الموقف الكوبي امتداداً لسلسلة من المواقف التاريخية المشرفة التي اتخذتها هافانا نصرةً للشعب الفلسطيني، وإدانةً للعدوان الأمريكي–الصهيوني على غزة.
فمنذ اندلاع العدوان الإجرامي على القطاع، عبّرت القيادة الكوبية مراراً عن تضامنها الكامل مع المقاومة الفلسطينية، ونددت بالتواطؤ الأمريكي في الجرائم الصهيونية، مؤكدة أن ما يجري في غزة إبادة ممنهجة وجرائم حرب لا يمكن تبريرها.

ويؤكد مراقبون أن كوبا تقف اليوم في طليعة دول الجنوب الحرّ التي ترفض الخضوع للابتزاز الأمريكي، وتُعيد إلى الأذهان مواقفها الثابتة في دعم قضايا التحرر في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وفلسطين، لتبرهن أن نهج الثورة الكوبية ما يزال حيًّا في مواجهة الاستكبار والظلم الدولي.


جرائم الاحتلال في عرض البحر تكشف الوجه الحقيقي للكيان

يرى محللون أن استهداف أسطول الصمود العالمي ليس إلا حلقةً جديدة في سلسلة جرائم الاحتلال ضد الإنسانية، مؤكدين أن الكيان يسعى من خلال هذه الجرائم إلى منع أي محاولة لكسر الحصار المفروض على غزة، وإرهاب الأصوات الحرة في العالم.
وأشاروا إلى أن الكيان الصهيوني لم يكتفِ بتجويع غزة وقتل المدنيين، بل وسّع عدوانه إلى المياه الدولية، في انتهاكٍ صارخٍ للقوانين والأعراف البحرية، وسط تواطؤ دولي وصمتٍ أمريكيٍ مريب يكشف ازدواجية المعايير وغياب العدالة في النظام العالمي الحالي.


اليمن وكوبا.. مواقف متقاربة في وجه الاستكبار

يتقاطع الموقف الكوبي مع الموقف اليمني الثابت في نصرة فلسطين ومواجهة المشروع الأمريكي–الصهيوني، حيث عبّر الشعب اليمني وقيادته الثورية مراراً عن تضامنهم الكامل مع أحرار العالم الرافضين للهيمنة، في الوقت الذي تُغلق فيه أنظمة التطبيع أبوابها أمام المقاومة وتفتحها للعدو.
هذا التقاطع في المواقف بين هافانا وصنعاء يعكس بوضوح تشكّل محور عالمي جديد مناهض للاستكبار، يقوم على دعم الشعوب المستضعفة وإحياء روح التضامن الأممي في مواجهة قوى الطغيان والإبادة.


صرخة في وجه الظلم العالمي

موقف كوبا اليوم ليس مجرد تصريحٍ سياسي، بل هو صرخة في وجه الظلم العالمي، ودليل على أن أصوات الأحرار لا يمكن أن تُسكتها واشنطن ولا أن يُرهبها كيان الاحتلال. فبينما تصمت حكومات التطبيع، ترتفع أصوات الشعوب الحرة من هافانا إلى صنعاء لتقول: “الحرية لغزة… والعار للصامتين”.